الفرق بين الرجولة والذكورة: رؤية شاملة من القرآن والسنة وآراء العلماء. جريده الراصد24 -->
جريدة الراصد24 جريدة الراصد24

داخل المقال

جاري التحميل ...

الفرق بين الرجولة والذكورة: رؤية شاملة من القرآن والسنة وآراء العلماء. جريده الراصد24

 

الفرق بين الرجولة والذكورة: رؤية شاملة من القرآن والسنة وآراء العلماء. جريده الراصد24

محمود سعيدبرغش
 

يتناول الفرق بين الرجولة والذكورة بُعدين أساسيين: البُعد البيولوجي، الذي يُحدد الجنس البشري، والبُعد الأخلاقي والاجتماعي، الذي يضع معايير الرجولة الحقيقية. يظهر هذا التمييز بوضوح في القرآن الكريم والسنة النبوية وآراء العلماء والمفكرين.


---


أولاً: الذكورة في القرآن والسنة


الذكورة هي صفة بيولوجية يُولد بها الإنسان، وتُحدد هويته كذكر. الذكورة وحدها ليست دليلًا على الرجولة. ذكر القرآن الكريم هذا المفهوم في سياق التمييز الطبيعي بين الجنسين، كما في قوله تعالى:


> "وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَىٰ" (سورة آل عمران: 36).

يشير هذا إلى اختلاف الأدوار والقدرات الطبيعية بين الذكر والأنثى دون تفضيل مطلق.


الذكورة تُعتبر أولى مراحل الرجولة، ولكنها لا تكفي لتصنيف الشخص كرجل بالمعنى الأخلاقي والاجتماعي. فالذكر يمكن أن يكون موجودًا في الخلقة، ولكنه قد يفتقر إلى الصفات التي تُميّز الرجولة.


---


ثانيًا: الرجولة في القرآن الكريم


الرجولة في القرآن لا ترتبط فقط بالجنس، بل تتصل بالأخلاق والقيم. استخدم القرآن الكريم لفظ "رجال" للدلالة على من يحمل صفات عالية من الإيمان والمسؤولية.


قال تعالى:


> "رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ" (سورة النور: 37).

الرجال هنا هم أصحاب القيم الذين يُقدمون طاعة الله على كل شيء.


وقال تعالى:


> "فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا" (سورة التوبة: 108).

الطهارة هنا تشمل الطهارة الظاهرية والمعنوية، مما يدل على عمق الالتزام بالقيم.


---


ثالثًا: الرجولة في السنة النبوية


النبي ﷺ قدّم معايير الرجولة بمواقف واضحة تدل على الأخلاق والالتزام:


1. تحمل المسؤولية:

قال النبي ﷺ:


> "كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته" (رواه البخاري).

الرجولة الحقيقية تتجلى في تحمل المسؤوليات الاجتماعية والدينية.


2. حسن المعاملة:

قال ﷺ:


> "خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي" (رواه الترمذي).

الرجل الحقيقي يُظهر أخلاقه في التعامل مع أسرته.


3. الشجاعة والثبات:

النبي ﷺ كان القدوة في الشجاعة، فقد كان يثبت في المعارك ولا يفر، كما ورد في سيرته.


4. الصدق والأمانة:

قال النبي ﷺ:


> "آية المنافق ثلاث: إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان" (رواه البخاري ومسلم).

الرجولة الحقيقية تعني الوفاء بالوعود والتحلي بالأمانة.


---


رابعًا: آراء العلماء في الفرق بين الرجولة والذكورة


1. ابن القيم الجوزية:

قال إن الرجولة تُعرف بصفات كالصبر، الثبات، والشجاعة، وليست مجرد الذكورة البيولوجية.


2. الغزالي:

أشار إلى أن الرجولة تظهر في الأفعال لا في الأقوال، فالرجال هم من يُحسنون التصرف عند الشدائد.


3. الشعراوي:

قال الشيخ الشعراوي إن الذكر هو مرحلة الخلقة، بينما الرجولة هي السلوك الذي يعكس الالتزام بالدين والأخلاق.


---


خامسًا: الفرق بين الرجولة والذكورة في المجتمع


الذكورة: صفة بيولوجية، وهي صفة مشتركة بين جميع الذكور بغض النظر عن أخلاقهم أو مواقفهم.


الرجولة: تُكتسب من خلال السلوك، وهي مرتبطة بتحمل المسؤولية، والشجاعة، والوفاء، وحسن الخلق.


---


الخلاصة


الذكورة هي البداية، ولكنها لا تكفي للوصول إلى الرجولة. القرآن والسنة يركزان على القيم والمواقف التي ترفع الذكر إلى مستوى الرجل. الرجولة ليست بالهيئة أو القوة الجسدية، بل هي بالالتزام بالقيم الأخلاقية والدينية. قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:


> "ليس الرجل من قال أنا هنا، ولكن الرجل من أُمن جاره بوائقه".

بالتالي، الذكور كثيرون، ولكن الرجال قليلون.

التعليقات



جريدة الراصد24

إتصل بنا

Translate

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

انضم الي عائلة جريدة الراصد24

إشترك ليصلك كل مواضيع جريدة الراصد24


إلى أعضاء

إنضم

جميع الحقوق محفوظة

جريدة الراصد24

2020