هبه الخولي
شَهِدَ القرن العشرين تطورًا في العلوم والمعارف رافق ذلك تطوراً في الذوق والأسلوب عَكَسَ التحول الاجتماعيّ الذي شهدته هذه الحقبة.
والصحافة شأنها شأن الفنون الأخرى، كانت من أكثر الفنون تطورًا بحكم طبيعتها القائمة على رصد حركة الشارع ومسيرة الأحداث الجارية ومواكبة التطورات في مختلف مجالات الحياة الصحافة في بداية نشأتها حيث كانت تسجل الأحداث كما وقعت بالفعل وحسب تسلسلها الزمني فكانت صحافة تسجيلية إلى أكبر حد، فكان الخبر الصحفي يكتب ضمن قالب التسلسل الزمني الذي تسرد فيه تفاصيل الحدث حسب تسلسل وقوعها، إلا أن استخدام هذا النمط أو القالب الصحفي جعل منه عرضة للنفور، فأخذ كتاب الأخبار يبحثون عن قوالب أخرى أكثر تنوعًا وتشويقًا، وليس ثمة شك في أن الصحيفة أو الوسيلة الإخبارية يقع في رأس اهتماماتها شد انتباه الجمهور وإمتاعه بطريقة العرض .
حول فنون كتابة الخبر الصحفي وأشكالة والمشكلات التي تواجه كاتبه افتتحت الإدارة المركزية لإعداد القادة الثقافيين برئاسة الدكتورة منال علام رابع مجموعات الورشة التدريبية " مسئولي الإعلام – كتابة الخبر الصحفي" للعاملين بإقليم جنوب الصعيد الثقافي والمنفذ بقصر ثقافة قنا في الفترة من 26 /1 /2025 وحتى 30 / 1 / 2025 وذلك للتدريب على قوالب الخبر الصحفي الأكثر استخدامًا وكيفية كتابته وتنوّعه مع إيضاح لآليات وأساليب تواصل الصحفيّ مع جمهوره، وكيف يؤثر عليهم ويحرّك الرأي العام، كونه نافذة يطلّ من خلالها القارئ على ما يحدث حوله من أحداث على الصعيدين الدولي والمحلي ، لتكون هذه الورشة مرجع يُستند عليه لكتابة خبر صحفيّ موثوق في مصادره.
بدأ الكاتب الصحفي هيثم الهواري المحاضرة بشرح أشكال كتابة الخبر باعتباره بوابة الدخول إلى عالم بلاط صاحبة الجلالة .
مشيراً أن أشكال وفنون كتابة الخبر الصحفي يكون مرتكزاً على كيفية صياغة مقدمته وكيفية عمل عناوينه وأشهر طرق كتابته وتناول متنه والتعريف بطريقة ختامه، ومعرفة كيفية استياقه من مصادره.
شاملت المحاضرة العديد من نماذج كتابة الخبر في صورة تفاعلية مع المتدربين من خلال ورش تطبيقية لتدريبهم عملياً على الشروح والنماذج من خلال طرح ضوابط كتابة الخبر الصحفي من تحرّي المصداقية في النقل، لكيفية كتابة الخبر وجمع المعلومات والبيانات اللازمة، بالتوجه إلى موقع الخبرالمراد تغطيته، ووقائعه، وتوقيته وما إلى ذلك من تفاصيل ستشكّل معالم الخبر الصحفي الذي نحن في صدد كتابته، مشيراً إلى أن مرأه الخبر العنوان الذي يعكس ما يدور حوله ، بالإضافة إلى ضرورة أن يكون عنواناً جاذباً، ومشوّقاً للقارئ، كما يجب أن يكون قصيراً وموجزاً.
و مقدمته ليس تؤجّل حبكتها إلى وقت متقدّم منها، إنّما هي مادة يتشوّق قارئها لمعرفة التفاصيل بأسرع وقت، والمقدّمة هي المكان الذي يجب أن يجد فيه القارئ الإجابات عن خمسة أسئلة هي: (ماذا، ولماذا، ومَن، وكيف، وأين)، فماذا تتعلّق بالأحداث التي حصلت، ولماذا تتعلّق بالدوافع والأسباب الكامنة وراء هذا الحدث، فترتبط بأبطال هذا الخبر، وأين بمكان حدوث الحدث، وكيف تتعلّق بالوسائل التي قامت بها هذه الحادثة.
فيما يكون متن الخبر معني بذكر التفاصيل المتعلّقة بالخبر الصحفي، والاستشهاد بالمصادر التي تم الاستعانة بها؛ حيث يزيد ذلك من المصداقية أمام الجمهور، بالإضافة إلى كونها المكان المناسب لذكر الاقتباسات التي جمعتها والتي ستضيف وجهة نظر أخرى للخبر، وتنوّعاً يرغب به القارئ.
أما نهاية الخبريلخص، و يربط بحدث سابق ، أو بأخبار دولية مشابهة،مؤكداً أهمية كتابة اسم المؤسسة أو الصحفي أعلى الخبر.
ليلخص الهواري محتوى المحاضرة في أن كتابة الخبر وتحريرة هو كل مادّة صُنعت لتقدَّم للجمهور خالياً من الأخطاء الطباعيّة والإملائية، مستخدماً اللغة الموجزة في الكتابة ، بالإضافة إلى تضمين الخبر بعض الصور ذات الصلة بالموضوع، وإعادة قراءة الخبر للتأكد من كونه مادة جيّدة قادرة على جذب القارئ.