عنوان القصة: "خيانة في الخفاء"جريده الراصد24 -->
جريدة الراصد24 جريدة الراصد24

داخل المقال

جاري التحميل ...

عنوان القصة: "خيانة في الخفاء"جريده الراصد24

 

عنوان القصة: "خيانة في الخفاء"جريده الراصد24

محمود سعيدبرغش
 

في إحدى الأسر التي كانت تبدو مثالية للوهلة الأولى، كان هناك أب مهندس وأم طبيبة وابنتهما هدير البالغة من العمر عشرين عامًا، وأخيها مصطفى ذو الخامسة عشرة. كان الأب يلبّي جميع رغبات ابنته المدللة، بينما كانت الأم مشغولة في عملها بالمستشفى. وعلى الرغم من أن حياتهم كانت تبدو مليئة بالسعادة والطمأنينة من الخارج، إلا أن هناك سرًا مخفيًا خلف تلك الواجهة.


الحدث الأول:

ذات يوم، تقدم شاب يدعى خالد لخطبة هدير، وذهب إلى والدها في عمله ليطلب يدها، فوافق الأب على أن يتعرف عليه أولًا قبل اتخاذ أي قرار. بعد الحديث مع العائلة، تم دعوة خالد إلى البيت. عند وصوله، كانت هدير في البداية خجولة، ومع ذلك شعرت بالراحة تجاهه بعد مغادرته. وافق الأب على الخطبة، وتم تحديد موعد الخطبة في اليوم التالي.


لكن مع مرور الوقت، بدأ خالد يشعر بالقلق حيال تصرفات هدير، خاصة غرورها وجمالها الذي كان مصدرًا للقلق. كان يأمل أن تتغير بعد الزواج، ولكنه بدأ يلاحظ أن شخصية هدير كانت تؤثر سلبًا على العلاقة.


الحدث الثاني:

في يوم غير متوقع، عادت الأم من عملها مبكرًا، وبينما كانت تستعد لتغيير ملابسها، سمعت صوتًا غريبًا قادمًا من غرفة ابنتها. اقتربت بحذر واكتشفت ما لا يمكن تصوره: وجدت شخصًا غريبًا مع هدير في وضع غير لائق. صُدمت الأم، ولكن بدلًا من التصرف فورًا، قررت أن تراقب الوضع بعناية.


كانت هدير قد قررت مع الشخص الغريب التخلص من أمها حتى لا يفتضح أمرهما، فزادت جرعة الدواء الذي تناولته الأم ليبدو الأمر طبيعيًا بعد أن فقدت وعيها. ومع مغادرة الشخص من المنزل، شاهده أحد الجيران وهو يركض مسرعًا. شعر الجار بالشك وتوجه مباشرة إلى المنزل ليطمئن، وطرقت الباب لتفتح له هدير وتقول له إن كل شيء بخير.


الحدث الثالث:

في وقت لاحق، اكتشف الأب أن زوجته لا تتحرك على السرير، فاستدعى الطبيب فورًا. بعد فحصها، اكتشف الطبيب أن الأم قد تناولت جرعة زائدة من الدواء، مما أثار الشكوك حول الحادث. تم فتح تحقيق في الأمر، وبدأت الأدلة تتكشف. تم القبض على الشخص الغريب الذي كان في غرفة هدير، وتبين أن خيانة هدير كانت محورها.


أثناء التحقيق، حاولت هدير إنكار مسؤوليتها، مدعية أنها كانت مجرد صديقة للشاب، ولكن الأدلة كانت قاطعة. فتم القبض عليها أيضًا.


الدروس المستفادة من القصة، مستندة إلى القرآن والسنة:


1. المراقبة الصادقة للأبناء: يقول الله تعالى في القرآن: "وَقُدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا" (سورة الشمس: 9)، أي أن من يربي أولاده ويهتم بتوجيههم بالعلم والدين، يفلح في تربية أطفال صالحين. ولكن عندما تُهمل المراقبة، فقد يتعرض الأبناء للتأثر بالعوامل السلبية.


2. الأمانة والنزاهة في العلاقات: في الحديث الشريف، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ" (رواه البخاري)، وهذا يظهر أهمية الأمانة والنزاهة في العلاقات بين الناس. كان من الواجب على هدير أن تحترم هذه المبادئ، لكنها خانت الثقة في أسرتها.


3. التحذير من الخيانة وأثرها في المجتمع: في الحديث الشريف: "إِيَّاكُمْ وَالْغَيْبَةَ فَإِنَّهَا أَشَدُّ مِنَ الزِّنَا" (رواه ابن ماجه)، يوضح النبي صلى الله عليه وسلم أن الخيانة في أي نوع من العلاقات تؤدي إلى تدمير الثقة والطمأنينة بين الناس.


4. الابتعاد عن الغرور والكبرياء: قال الله تعالى في القرآن: "إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ" (سورة لقمان: 18)، وهذه الآية تحذر من الغرور الذي يمكن أن يدفع الشخص إلى ارتكاب الأخطاء، كما حدث مع هدير.


5. أهمية التربية الدينية: في الحديث النبوي: "مَنْ لَمْ يَشْكُرِ النَّاسَ لَمْ يَشْكُرِ اللَّهَ" (رواه الترمذي)، يوضح النبي صلى الله عليه وسلم أن الشكر والاحترام للآخرين هو جزء من الالتزام بالدين. لو تم تربية هدير على هذه المبادئ بشكل صحيح، لكان الأمر مختلفًا تمامًا.


الختام: في النهاية، تعلمت العائلة درسًا مريرًا عن أهمية المراقبة الحثيثة والتربية السليمة. فالتوجيه الديني السليم والمراقبة الدقيقة من الأهل تحمي الأبناء من الانحرافات والمشاكل التي قد تضر بهم وبأسرتهم.

التعليقات



جريدة الراصد24

إتصل بنا

Translate

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

انضم الي عائلة جريدة الراصد24

إشترك ليصلك كل مواضيع جريدة الراصد24


إلى أعضاء

إنضم

جميع الحقوق محفوظة

جريدة الراصد24

2020