بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الخميس الموافق 16 يناير 2025
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد، إنه يمكن تلخيص مراحل تحريم الخمر في الإسلام في أربع مراحل، فالمرحلة الأولى هي الإشارة إلى ضررها دون تحريمها في هذه المرحلة،و أشار الله سبحانه وتعالى إلى وجود شراب مسكر دون أن يحرمه بشكل مباشر، فيقول تعالى " ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا إن في ذلك لآية لقوم يعقلون " وأما عن المرحلة الثانية وهي التحذير من تناولها وقت الصلاة، وفي هذه المرحلة، جاء التحذير من الله تعالى إلى المؤمنين بشأن تناول الخمر وقت الصلاة، حيث يقول الله تعالى.
" يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكاري حتي تعلموا ما تقولون " وأما عن المرحلة الثالثة وهو بيان أضرارها وذمها، وفي هذه المرحلة، جاء بيان واضح من الله سبحانه وتعالى، وأما عن المرحلة الرابعة وهي التحريم القطعي، وفي هذه المرحلة، جاء التحريم القطعي والصريح للخمر من الله، حيث يقول تعالى " يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون " فالخمر اسم لكل ما يوجد فيه الإسكار، سواء كان شرابا أو طعاما أو إستنشاقا ونحو ذلك، وأن كل ما يسكر ويذهب العقل فقد حرمه الله تعالي ونهى عنه، قليله وكثيره، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال لعن رسول الله صلي الله عليه وسلم في الخمرة عشرة عاصرها، ومعتصرها، وشاربها، وحاملها، والمحمولة إليه، وساقيها وبائعها وآكل ثمنها، والمشتري لها، والمشتراة له"
واعلموا أن هناك مخدرات غير المخدرات الممنوعة والمحرمة وهو أن الهواتف مخدرات، والإنترنت مخدرات، والشاشة مخدرات، والمجلات مخدرات مسلية يمكن أن تمضي ساعات طويلة ورائها دون أن تشعر، ولقد أصبحت وسائل التكنولوجيا الحديثة مثل الهواتف والشاشات والإنترنت جزءا لا يتجزأ من حياتنا، ومع ذلك، فإن هذا الإستخدام قد يتحول إلى مخدر يسلبنا أوقاتنا وعقولنا إذا لم نحسن التعامل معه، وهذه الوسائل حيادية حقا، فهي أدوات يمكن أن تقربنا من الله إذا استخدمت في طلب العلم، ونشر الخير، والتواصل مع الأهل والأصدقاء برحمة، لكنها قد تصبح أداة لإضاعة الوقت والابتعاد عن الله إذا أُسيء إستخدامها، فعلينا أن نستشعر رقابة الله تعالي في إستخدامنا لهذه الوسائل، ونسأل أنفسنا دائما هل ما نفعله الآن يرضي الله؟
وهل نستخدمها فيما يفيدنا دنيا وآخرة؟ فالوقت هو أمانة، وسيسأل الإنسان يوم القيامة عن عمره فيما أفناه، لذلك، فلابد أن نجعل من هذه الأدوات وسائل تعيننا على طاعة الله، لا أن تكون سببا في الغفلة عنه، وعلينا أن نتذكر دائما النبي المصطفي صلي الله عليه وسلم عندما قال " نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ" وعليكم بملازمة الدعاء خاصة في أوقات الإجابة كثلث الليل الأخير، وأثناء السجود، ويوم الجمعة بأن يصلح أولادكم وأولادنا، وأن يهديهم إلى الطريق المستقيم.