ابن المقفع جريدة الراصد 24 -->
جريدة الراصد24 جريدة الراصد24

داخل المقال

جاري التحميل ...

ابن المقفع جريدة الراصد 24



»»»ابن المقفع مجوسي الأصل، فقد كان أبوه ( داذويه) الملقب بالمبارك من مجوس مدينة جور الفارسية ، تولى بعض أعمال الخراج للحجاج بن يوسف الثقفي أو لخالد القسرى، فمد يده فيما قيل إلى أموال السلطات فضرب حتى تفقعت يده- أي تشنجت- فسمي بالمقفع و ولد ابنه عبد الله في جور، و كان يسمى أولا( روزيه) و يكنى أبا عمرو ، و قيل إنه ولد حوالي 106 ه، و قد نشأ في بيت يسار و نعمة ورأى في صباه بيت النار العظيم ، يدخله أهله و جيرانه للعبادة، فنشأ كأبيه يدين بمذهب زرداشت، و تفتحت عينه على اضطهاد العرب للموالي أيام الأمويين ، فشاركهم في محنتهم و بؤسهم، و شهد دعوة بني العباس و قيام دولتهم على أكناف الفرس،و تمنى كما تمنى غيره من الموالي أن يرفع عنهم نير الأمويين ، ففي هذه البيئة الفارسية عرف ابن المقفع دين المجوس ، وتلقى الثقافة الفارسية و نهل من ينابيعها الثرة، و انتقل في يفاعته مع أبوه إلى البصرة و عاش في ولاء آل الأهتم وهم قوم يعرفون بالفصاحة و اللسن، ومن ثم تلقى هناك ابن المقفع ثقافته العربية، لقد كانت البصرة إذ ذاك عش الأدب و موطن رجال الحذيث و الفقه و الكلام، و مثابة علماء اللغة، فأخذ عن الأعراب الذين يفدون عليها، و عرف الإسلام لأنه خالط علماء أجلاء من المسلمين ، فحفظ القرآن و درس إعجازه، وقرأ ما شاء من دواوين الشعراء الجاهلية حتى نمت آلته في العربية، فتطلع إلى التخرج في صناعة الكتابة، و كان عبد الحميد كاتبا لمروان بن محمد آخر خلفاء بني أمية فتقرب إليه ابن المقفع ولازمه و أخذ عنه طريقة الكتابة، حتى صار يجمع بلاغة العرب و حكمة اليونان و صناعة الفرس، ومنذ ذلك الوقت اشتهر ابن المقفع وذاع صيته، فاستكتبه يزيد بن عمر ابن زهيرة وكان واليا على العراق أيام مروان بن محمد، ثم كتب لأخيه داود، و كتب في أيام العباسيين حين اتصل بعيسى بن علي و هو والي على كرمان، و على يديه أسلم وسمي عبد الله و كنى أبا محمد، ثم عهد إليه إسماعيل بن علي بتعليم بعض بنيه، و التحق بخدمة أخيه سليمان بن علي أيام ولايته على البصرة، و اتصل بعد ذلك بأبي الجعفر المنصور اتصال معرفة فترجم الكثير من الكتب، و ظل ابن المقفع في خدمة عمي المنصور سليمان و اسماعيل ابني علي، حتى قتل بالبصرة.

          مدرسة ابن المقفع 

»»»مدرسة ابن المقفع تجمع بين الأصالة العربية و الثراء الثقافي الفارسي و الهندي، فمكانته الأدبية عالية في التاريخ العربي ، و يعتبر واحدا من أئمة الأدب الذين ساهموا في نقل المعرفة و الثقافة من مختلف الحضارات إلى اللغة العربية ، هي من أبرز المدارس الأدبية في الأدب العربي ، حيث يمتزج فيها التأثر بالثقافات الفارسية و الهندية مع الطابع العربي الأصلي، ابن المقفع الذي عاش في القرن الثاني الهجري الثامن ميلادي، كان مفكرا و كاتبا مهما ، وله دور كبير في نقل الأدب الفارسي و الهندي إلى اللغة العربية بالإضافة إلى ابتكاره لأسلوب أدبي مميز يعكس تلك الثقافة المتنوعة الغنية 

ابن المقفع قام بترجمة العديد من الأعمال الأدبية من الفارسية و الهندية ، وكان له دور أساسي في ترجمة { كليلة و دمنة} و هي مجموعة من القصص التي تحتوي على حكم و مواعظ ، وتعتبر واحدة من أبرز الأعمال الأدبية في الثرات العربي، كما قام بتأليف العديد من الكتب ك: الأدب الكبير و الأدب الصغير، اللذين يعتبران من أقدم الكتب التي تناولت أدب السلوك و الأخلاق، و تميز أسلوبه الأدبي بالوضوح و البساطة، حيث كان يهدف إلى إيصال الفكرة بطريقة سلسة و مفهومة للقارئ، بعيدا عن التعقيد البلاغي المبالغ فيه، فكان يمزج بين الحكمة و الفكاهة ، مما جعل أدبه قريبا من الناس من مختلف الطبقات الإجتماعية ،لقد تأثر ابن المقفع بالأدب الفارسي و الهندي ، حيث قام بتوطين الأفكار الهندية و الفارسية في السياق العربي، وهذا التأثير يتضح جليا في الأعمال التي قام بترجمتها مثل ( كليلة و دمنة ) التي تضم حكايات عن الحيوانات تحمل في طياتها دروسا أخلاقية و فلسفية ،و رغم أن ابن المقفع كان من أصول فارسية إلا أنه عمل على تطوير الأدب العربي من خلال تقديم مزيج من الفلسفة، الأدب، و الأخلاق الذي كان له تأثير ملحوظ على الفلسفة الإسلامية خصوصا من جوانبها الأخلاقية .

{{ لا يؤمنك شر الجاهل قرابة، ولا جوار و لا إلف ، فإن أخوف ما يكون الإنسان لحريق النار أقرب ما يكون منها، و كذلك الجاهل إن جاورك أنصبك، و إن ناسبك جنى عليك، و إن ألفك حمل عليك ما لا تطيق، و إن عاشرك آذاك و أخافك}}.

أبو سلمى 

مصطفى حدادي.

التعليقات



جريدة الراصد24

إتصل بنا

Translate

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

انضم الي عائلة جريدة الراصد24

إشترك ليصلك كل مواضيع جريدة الراصد24


إلى أعضاء

إنضم

جميع الحقوق محفوظة

جريدة الراصد24

2020