الهدنة في غزة: فرح مؤقت وعار دائم على الأمة الإسلامية جريدة الراصد 24 -->
جريدة الراصد24 جريدة الراصد24

داخل المقال

جاري التحميل ...

الهدنة في غزة: فرح مؤقت وعار دائم على الأمة الإسلامية جريدة الراصد 24



محمود سعيدبرغش 

مع إعلان الهدنة في غزة، عمت مشاعر الفرح بين الناس، سواء داخل القطاع المحاصر أو خارجه، إذ أوقفت هذه الهدنة نزيف الدماء ولو بشكل مؤقت. لكن وسط هذا الفرح هناك شعور حاد بالحزن والأسى يختلط في القلوب، لأن ما نراه اليوم يعكس حقيقة مُرة لا يمكن إنكارها؛ الأمة الإسلامية التي كانت يومًا ما قوة يهابها الجميع أصبحت اليوم تقف عاجزة أمام معاناة أهلها.


التاريخ الإسلامي مليء بالبطولات والمواقف التي تُظهر قوة الإسلام والمسلمين. على مدى ثلاثة عصور، كانت الحضارة الإسلامية شعلة مضيئة في العالم، ترعب أعداءها بعدلها وقوتها واتحادها. من الدولة الأموية إلى العباسية وحتى العثمانية، كان للمسلمين تأثير قوي على كل الأصعدة: السياسية، الاقتصادية، والعسكرية. لكن اليوم، يبدو أن صوت الضعف هو الذي يتحدث، وأن الفرقة والتشرذم هما العنوان الأبرز.


ما يحدث في غزة ليس مجرد أزمة إنسانية؛ بل هو اختبار لكرامة الأمة الإسلامية بأسرها. عندما يحتاج المسلمون إلى وساطة دولية أو ضغوط سياسية خارجية لوقف العدوان على أرضهم، فإن ذلك يعد انعكاسًا لمستوى الضعف الذي وصلنا إليه.


لكن، هل فقدنا الأمل؟ بالتأكيد لا. التاريخ علمنا أن الأزمات تصنع التغيير. التحديات التي نواجهها اليوم يجب أن تكون نقطة انطلاق لاستعادة مكانتنا. لن يتحقق ذلك إلا بالوحدة الحقيقية بين المسلمين، وإعادة بناء القوة التي تستمد جذورها من قيمنا الإسلامية الأصيلة: العدل، الرحمة، والتعاون.


ختامًا، الفرح بالهدنة في غزة مشروع، لكنها يجب أن تكون محطة للتأمل. علينا أن نتساءل: كيف يمكننا أن نمنع تكرار مثل هذه المآسي؟ كيف نستعيد كرامتنا وقوتنا كأمة واحدة؟ الجواب يكمن في العودة إلى أنفسنا، والبدء من جديد بخطوات ثابتة نحو نهضة شاملة.

التعليقات



جريدة الراصد24

إتصل بنا

Translate

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

انضم الي عائلة جريدة الراصد24

إشترك ليصلك كل مواضيع جريدة الراصد24


إلى أعضاء

إنضم

جميع الحقوق محفوظة

جريدة الراصد24

2020