كتب الكاتب الصحفي إبراهيم فوزي
الإبداع يتأثر دائمًا بمتطلبات العصر لكن العلاقة بينهما ليست ثابتة أحيانًا تكون متطلبات الزمن عائقًا يقف أمام الخيال ويقيد الأفكار
وأحيانًا أخرى تكون عاملًا مساعدًا يهيئ الظروف لنشأة الإبداع ونموه أغاتا كريستي
عاشت في زمن لم يكن يمتلك أدوات الراحة التي نعرفها اليوم ومع ذلك استطاعت كتابة روايات خالدة بيع منها مليار نسخة ربما كان ما نراه اليوم مشقة في حياتها هو
ما أشعل شرارة خيالها وجعلها تغوص في أعماق الأفكار لتخرج بهذا الكم الهائل من الأعمال
لكن السؤال الأهم هل كان الإبداع في عصرها أكثر نقاءً وتأثيرًا لأن الحياة كانت أبطأ
أم أن التكنولوجيا الحديثة تقتل الإبداع وتجعله سطحيًا ومبتذلًا
في الحقيقة لكل زمن أدواته ووسائله التي تتناسب مع طبيعة البشر فيه ولكل عصر جمهوره الذي يتلقى الإبداع وفقًا لما ينسجم مع واقعه البشر الذين عاشوا في زمن أغاتا كانوا مستعدين لتقدير رواياتها وربما لو ظهرت رواياتها في عصرنا
لما لاقت نفس القبول بسبب تغير الذوق وطريقة التفكير
التكنولوجيا ليست عدوة للإبداع لكنها سيف ذو حدين قد تُلهي الإنسان وتفقده عمق التجربة وقد تفتح له آفاقًا جديدة للإبداع إذا عرف كيف يستخدمها بوعي التحدي الحقيقي يكمن في الإنسان نفسه في قدرته على استغلال
ظروف عصره سواء كانت بسيطة أو معقدة لصالح إنتاج أفكار تعبر عن عمق إنسانيته