كتب أشرف ماهر ضلع
تحتفل مصر، في الخامس والعشرين من يناير كل عام، بذكرى عيد الشرطة، الذي يُعد شاهدًا على بطولات وتضحيات رجال الشرطة المصرية في الدفاع عن الوطن. ويأتي عيد الشرطة هذا العام في ذكراه الـ73 ليجدد الفخر بتلك الملحمة الوطنية التي خلدت اسم رجال الشرطة بحروف من نور في تاريخ النضال المصري.
أصل الاحتفال بعيد الشرطة
يعود الاحتفال بهذا اليوم إلى معركة الإسماعيلية التي وقعت في 25 يناير 1952، عندما رفض رجال الشرطة المصرية تسليم مبنى محافظة الإسماعيلية للقوات البريطانية المحتلة، رغم قلة عددهم وضعف تسليحهم. استشهد في هذه المعركة 50 شرطيًا وأصيب 80 آخرون، مقدمين مثالًا يُحتذى به في التضحية والشجاعة. وقد أشعلت هذه المعركة شرارة الغضب الشعبي ضد الاحتلال، وكانت إحدى شرارات ثورة 23 يوليو 1952.
فعاليات الاحتفال بعيد الشرطة
تُقام احتفالات عيد الشرطة هذا العام في أكاديمية الشرطة بالتجمع الخامس، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، وقيادات الدولة، وأسر الشهداء والمصابين، ورجال الشرطة. يشهد الاحتفال العديد من الفعاليات التي تبرز الدور البطولي للشرطة في الحفاظ على أمن واستقرار الوطن، وتكريمًا لشهدائها الذين ضحوا بحياتهم دفاعًا عن الأرض والشعب.
إنتاج فني لتخليد الذكرى
حرص قطاع الإعلام والعلاقات بوزارة الداخلية على إنتاج سلسلة من الأغاني والمسرحيات الوطنية التي تسلط الضوء على مراحل النضال الوطني منذ القدم، وتُبرز الدور البطولي للشرطة في حماية الوطن والمواطنين، بداية من معركة الإسماعيلية وحتى الوقت الراهن.
تضحيات لا تُنسى
يُعد عيد الشرطة مناسبة لتكريم الأبطال الذين يواصلون مسيرة التضحية والعطاء. وما تزال الشرطة المصرية تقدم الشهداء والمصابين في معاركها اليومية ضد الإرهاب والجريمة المنظمة، حفاظًا على أمن المواطنين وسلامة البلاد.
إجازة رسمية وتقدير شعبي
قرر الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أن يكون يوم 25 يناير الجاري إجازة رسمية مدفوعة الأجر للعاملين في القطاعين العام والخاص، احتفالًا بعيد الشرطة وثورة 25 يناير.
تكامل الشعب والشرطة
تمثل معركة الإسماعيلية نموذجًا للتلاحم الوطني بين الشرطة والشعب، حيث وقف الأهالي إلى جانب رجال الشرطة ضد الاحتلال الإنجليزي، في ملحمة وطنية تُبرز وحدة الصف المصري.
في ذكرى عيد الشرطة، تبقى رسالة الوفاء والتقدير لرجال الداخلية المصريين واضحة، فهم الدرع الواقي للوطن، وأبطال الميدان الذين يكتبون ببطولاتهم تاريخًا مشرفًا لوطنٍ لا يُفرط في كرامته.