بقلم / عبدالله ابوبكر
كانت و ما زالت قضية الثأر جزءا من العادات و التقاليد في مجتمعنا و لكن السؤال هنا لماذا الثأر ؟ هل لاسترداد الحق أو مجرد وسيلة لإشباع رغبة الانتقام. في البداية لا بد أن نعرف أن الثأر هو سلوكا نفسيا يرتبط بشكل وثيق بمشاعر الحزن والغضب ، و رغبة في الأنتقام لإطفاء النار التي تولد في الداخل منذ نشوب هذا الثأر .
و لكن هنا نحث من أين أتت فكرة الثأر؟ و هل هي قديمة أم حديثة ؟ أولا : في العصور القديمة كان الفعل الفردي يعتبر مهددًا للقبيلة أو الأسرة، ومن هنا جاء مبدأ الثأر كوسيلة لحفظ شرف الجماعة واستعادة الحقوق المفقودة. كان يتبع الثأر نظامًا محددًا، يُحتسب فيه القاتل ويُنتقم منه إما مباشرة أو عبر أفراد أسرته . ثانيا : أما في العصور الحديثة يُعاقب كل من يسعى للانتقام الشخصي بما يتعارض مع النظام القضائي، ويعترف القانون بدور المؤسسات القضائية في تسوية النزاعات بدلاً من ممارسات الانتقام الفردي .
و للثأر أثر كبير على المجتمع حيث يعوق عملتية التنمية و البناء في المجتمع و كذلك هو آفه تقوم بتدمير المجتمع و مشر الخوف و الفزع بين الافراد كما أنه يدخل المجتمع في حلقة مفرغة من العنف والانتقام. يمكن أن يؤدي ذلك إلى تدهور العلاقات بين الأفراد، و تقسيم المجتمعات، وتزايد العداوات التي تنتقل عبر الأجيال .
رغم كل هذه التحديات التي يفرضها الثأر، هناك بعض المحاولات في مختلف البلدان لإيجاد حلول بديلة تسهم في تقليل هذا السلوك . تسعى بعض المجتمعات إلى ترسيخ مفهوم “العفو” و”المصالحة”، والتي تشجع الأطراف المتنازعة على تجاوز خلافاتهم من خلال الحوار والتفاهم بدلاً من اللجوء إلى العنف. المبادرات التي تدعو إلى القضاء على الثأر تسهم في بناء ثقافة العدالة المستندة إلى القانون، وتعتبر العفو وسيلة للحفاظ على تماسك المجتمع وازدهاره .
و في النهاية ندعو الله أن تنتهي هذه الظاهرة التي تقف عائق أمام التنمية و البناء في مجتمعنا .