محمود سعيدبرغش
في زمن تعاظمت فيه الفتن وانتشرت مظاهر التبرج والسفور، نجد أن حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن "النساء الكاسيات العاريات" أصبح واقعًا ملموسًا نراه في الشوارع وعلى شاشات القنوات الفضائية. قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"صنفان من أهل النار لم أرهما: رجال بأيديهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا" [رواه مسلم].
تفسير الحديث
1. "كاسيات عاريات":
كاسيات يلبسن ثيابًا لكنها رقيقة أو ضيقة لا تستر عوراتهن، فتبدو أجسامهن ومفاتنهن.
كاسيات بثياب قصيرة تكشف الساقين أو أجزاء من الجسم.
كاسيات من نعم الله، لكنهن عاريات من شكرها، فلا يلتزمن بالستر الذي أمر به الله.
2. "مائلات مميلات":
مائلات عن الاستقامة والعفة إلى الفجور والفساد.
مميلات لغيرهن، يُغرين النساء بالتبرج ويشجعنهن على المعاصي.
3. "رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة":
يرفعن شعورهن أو يضفن لها إضافات تجعلها تشبه أسنمة الإبل في شكلها وحجمها.
عواقب التبرج والسفور
عقاب في الآخرة:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها". هذا وعيد شديد يدل على خطورة هذا الذنب، حيث تُحرم المرأة المتبرجة من الجنة إن لم تتب.
العري في الآخرة:
قال صلى الله عليه وسلم: "رُب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة" [رواه البخاري]. فالمرأة التي تكشف عن جسدها وتتباهى بتبرجها تُعاقب في الآخرة بالتعرية والفضيحة.
الرد على المبررات الخاطئة
1. "الحجاب لا يعبر عن التقوى":
الحجاب فرض على كل مسلمة، وهو من علامات الطاعة لله. قال الله تعالى:
"وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا" [النور: 31].
صحيح أن التقوى في القلب، لكن الامتثال للأوامر الشرعية، ومنها الحجاب، دليل على التقوى.
2. "بعض المحجبات لا يلتزمن بالدين":
السلوك الخاطئ لبعض المحجبات لا يبرر ترك الحجاب. الحجاب عبادة كالصلاة والصوم، ولا يُعفى منها بسبب أخطاء بعض الأفراد.
3. "المرأة غير المحجبة قد تكون أكثر صلاة":
الطاعة لا تتجزأ. فكما يجب أداء الصلاة، يجب الالتزام بالحجاب. قال الله تعالى:
"وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ" [التغابن: 12].
دعوة للتوبة والالتزام
على كل مسلمة أن تدرك أن التبرج والسفور ليسا حرية شخصية، بل معصية تؤثر على المجتمع كله. الحجاب ليس مجرد قطعة قماش، بل رمز للعفة والطاعة. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الدنيا متاع، وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة" [رواه مسلم].
فلتتأمل كل امرأة في العواقب الوخيمة للتبرج، ولتكن قدوة في الالتزام بتعاليم الإسلام، محافظة بذلك على نفسها ومجتمعها من الفتن.
اللهم اهدي نساء المسلمين لما تحبه وترضاه، ووفقهن للستر والعفة.