بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله الذي خلق فسوى وقدر فهدى وأشهد أن لا إله إلا الله أعطى كل شيء خلقه ثم هدى لا تحصى نعمه عدا ولا نطيق لها شكرا وأشهد أن محمدا عبده ورسوله النبي المصطفى والخليل المجتبى صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن على النهج اقتفى وسلم تسليما كثيرا ثم ما بعد روي عن وهب بن الورد قال بلغنا أن رجلا فقيها دخل على عمر بن عبد العزيز فقال سبحان الله كأنه تعجّب من أمره الذي هو عليه وقال تغيرت بعدنا فقال له عمر وتبيّنت ذلك فعلا؟ فقال له الأمر أعظم من ذلك فقال له عمر يا فلان فكيف لو رأيتني بعد ثلاث وقد أُدخلت قبري وقد خرجت الحدقتان فسالتاعلى الخدين وتقلصت الشفتان على الأسنان وانتفخ الفم ونتأ البطن فعلا الصدر وخرج الصديد من الدبر؟ فتصور نفسك يا عبد الله وقد جاءك الموت واصبحت محمولاعلى الاكتاف.
فياليت شعري ما تقول جنازتك هل ستقول قدموني قدموني ام ستقول ياويلها أين تذهبون بها، فيا أيها المسلمون فما ظنكم برب العالمين ؟ فإن ظننا بك يا ربنا هو ظن يليق برحمتك ولطفك وعفوك وكرمك، فإن إلهانا الذى نعبده، هو رب رحيم ودود، غفور حليم، حنّان منّان، وسعت رحمته كل شىء، فيا أيها المسلمون فما ظنكم برب العالمين ؟ فإن ظننا بك يا الله، وملء قلوبنا ثقة ويقين أنك أرحم بنا فى الدنيا والآخرة من أبنائنا وأمهاتنا، هكذا أخبرنا المعصوم المصطفي صلى الله عليه وسلم، فيا أيها المسلمون فما ظنكم برب العالمين ؟ فإن ظننا بك يا الله أنك أبدا لن تضيعنا ولن تخذلنا فأنت الذى تملك نفعنا وضرنا وتملك شقاءنا وسعادتنا، أنت صاحب المنع والعطاء بيدك مقاليد الأمور وبيدك أرزاقنا، فكيف لا نشعر بالأمن والطمأنينة وأنت حى قيوم، فلا نخشى رزقا يفوتنا.
ولانخشى أحدا سواك فأنت ملجأنا وملاذنا وبك تتعلق آمالنا يا أرحم الراحمين ويارب العاملين ولا أجد هنا أروع من قول نبيك وخليلك إبراهيم وهو يسلم لك الأمر قائلا، كما حكى القرآن الكريم على لسانه " الذي خلقني فهو يهدين والذي يطعمني ويسقين وإذا مرضت فهو يشفين والذي يميتني ثم يحيين والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين " ومن أروع ما نسب للشافعى رحمه الله عندما قال عليك بتقوى الله ان كنت غافلا يأتيك بالأرزاق من حيث لا تدري، فكيف تخاف الفقر والله رازق فقد رزق الطير والحوت في البحر، ومن ظن أن الرزق يأتي بقوة ما أكل العصفور شيئا مع النسر، فما ظنكم برب العالمين ؟ فكلنا ثقة وأمل فى الله تعالي أنه سبحانه وتعالى سيكشف كل كربة ويزيل عن كل مهموم همه.
ويقضى عن كل مدين دينه فهو سبحانه وتعالى لا يعجزه شىء فى الأرض ولا في السماء فمهما ضاقت السبل ومهما أعيتنا الحيل فنحن نعبد ربا لا يعجزه شىء فى الأرض ولا فى السماء سبحانه يخرج من الأحجار أنهارا وجعل من الشجر الاخضر نارا، فلا تيأس ولا تقنط من فضل الله مهما كان مرضك فالشافى المعافى هو الله ومهما كان ضيقك وكربك، فالذى يكشف الكرب ويقضى الحوائج هو الله، فثق تماما وكن على يقين أنه مهما طال الليل لابد من طلوع الفجر ألم يقل رب العالمين وأحكم الحاكمين " سيجعل الله بعد عسر يسرا " وقال تعالي " فإن مع العسر يسرا " فيا صاحب الهم ان الهم منفرج ابشر بخير فان الفارج الله، اليأس يقطع أحيانا بصاحبه، لا تيأسن فإن الكافي الله، فما ظنكم برب العالمين ؟ فظننا بك يا الله كل خير ورحمة.