....اكتمل النصيب، فذكراك بهجتي، أمهلت قدري، كي أجد غريق روحي حين خاطبني الوجدان، ونادى قلبي إسمك في ظلام الليالي الطويلة،قال: طال البعد لملاك سكن في الخاطر، وبه ذكراك لامست الروح، كندى الصباح على أوراق الياسمين، طال الغياب و الفراق كان سكينا صامتة ، شقت جدار الذكريات، قمر أنت ساكن الوطن يطرب الحوار بين القلب والروح، بأنشوذة الكروان صوت لسكرات الخجل على الخدود ، أنت يا أنثى الياسمين، يا شاعرية الأهرام، بك تحرر العشق ، فكيف تكون النهاية بدايه لهذا السؤال؟ وحدة ، غربة ، أم استضافة تحت شرفة لفنجان قهوة، والمطر شاهد عيان على لوعة الفراق ، ترك جرحا لا يندمل.
أبحث عنك في كل زاوية، في كل همسة ريح، في كل قطرات المطر، في كل تنهيدة برنو شهيق و زفير، لكنك غبت تركتني وحيدا في فلاة الذكريات، أين أنت؟! متى تعودين؟! هل تتدكرين الليالي؟! التي كنا نحلم فيها معا، أم أنك نسيتي قلبي بين يديك؟!
الفراق ليس مجرد كلمة، إنه زمن يمر بلا رحمة يمزق الأيام، يقتل الأحلام، هو سهر الليالي بعد الهجر، آه من ليلتي الطويلة كأنها ألف عام، فيها النجوم تشهد على ألمي، و تحكي للقمر عن جراحي، أين نومي؟! أين الراحة التي كنت أجدها في عينيك؟! أحلم بلحظة تعودين فيها، آه من حلم يفر مني كالسراب، تغيرت ليالي ، فهي ليست كتلك الليالي التي كنا نقضيها معا، هي قصائد حب، أما الآن أكتب شعري بدمعي، أشعاري ولت تعويذة ألمي، كتبت على جدران قلبي، كل حرف دمعة، كل جرح كلمة، جرح لم يندمل ولى ألمي، ظل يلاحقني في كل خطوة، يهمس في أذني ، الآن أنت وحدك، وحدك في عالمك، في واقعك، في خيالك، ألمي عاد نار تشتعل في صدري، أحرقت كل ذكرى جميلة، وتركت لي رماد الحنين والشوق، ألمي ولى سيف يخترق كل أحلامي فيمزقها أشلاء، ويكتب ذكرى الحقيقة، بأن الفراق أكبر عنوان يلازم الإنسان،
فهل يا ترى هاته التعويذة ، ستجلب لي يوما و نوما هادئا، أقرأها فتعيدك لي، ولو حلما سرابا، و لوعة فراق لوعة فراق..؟
بقلمي أبو سلمى
مصطفى حدادي.