قصة رحيل جريدة الراصد 24 -->
جريدة الراصد24 جريدة الراصد24

داخل المقال

جاري التحميل ...

قصة رحيل جريدة الراصد 24




لم يكن يتوقع يوما أن حياته ستتوقف بمجرد رحيل من أحب ، وأنه سينقطع ذلك الحبل و يتلاشى...

يذبل كأوراق الشجر لتنثره الحياة في حفرة من تراب ...


نعم محمد عاش فقيرا يتخبط في مشاكل الحياة ، عدم توفر الشغل جعله يعاني ... يتألم في صمت ..

مشاكل عائلية ... زواج يتسم بالخصامات ، وعدم راحة كان يهرب دائما خارج منزل لينسى واقعه المر...

 لكنه مقابل ذلك كان إنسانا اجتماعيا.. مرحا محبا للخير متعاون ، راضيا ... لا تفارق الابتسامة وجهه .

كان يكسب بعض دراهم من عمل تصليح الدرجات النارية ليسد رمقه.. وجوع عائلته و احتياجاتهم البسيطة .

 لمحمد ملاك يحميه يحرص على دعمه إنه السند الحقيقي،

 إنها سعادته التي تجعله يصبر على ألم الحياة ، الصدر الحنون 

(أم محمد )إمراة طيبة حنونة ..  تعرف بالكرم .. تحنو على محمد وتوصي إخوته به دائما ...

تدفع له ثمن كراء منزله كل ماتعذر عليه ذلك ... تسدد فاتورة الكهرباء والماء ... لاتنسى أحفادها في الأعياد والمناسبات ... 

إنها ملاكه المخلص .

 كل ماذهبت عنده ووجدت بيته خاليا من الأكل تسرع لتقتني له كل ما يحتاجه ، نعم إنها الأم الحنون العطوف على إبنها المسكين 

تشاء الأقدار وتمرض الأم الطيبة، تلازم الفراش ، لكنها لم تنسى فلذة كبدها .

توصي أولادها وبناتها :" اعتنوا بأخوكم انا مطمئنة اتجاهكم والحمد لله ، لكن محمد حاله صعبة لا عمل له ،ولا دخل، ولا بيت"

تردد التوصية على مسامع أولادها (ليست مطمئنة ).


 يحزن محمد حزنا لا يعلمه إلا الله كيف أساعدك يامن كنت لي السند ؟! كيف أرد لأمي جزءا من لي قدمته لي؟! 

وقف عاجزا أمام مرضها متألما لألمها.... يجلس عند رأس أمه يتساءل ولا يجد حلا إلا دعاء لها .

يضع رأسه على صدرها وهو يبكي ليجد نفسه قد أخذه النوم بمجرد نهوضه يدرك أن أمه قد فارقت الحياة ...

صدمة كبيرة رحلت الغالية ... تركتني الحنونة وحيدا ... أمي


 يبكي و ينادي بأعلى صوت ! ... توقف الزمن عند محمد دخل عالم غير هذا العالم لبس ثوب الحزن.... لم يعد يتكلم ولا يأكل ..

يخرج كل صباح من البيت لا يعرف وجهته يمشى بين الدروب و يمر بطرقات ....

ولا يدرك الى أين ... هجر الدنيا وما عليها ...


وبعد مرور شهر ونصف من وفاة أمه جلس إلى أخوته يتحدثون وطبعا كان الحديث عن ذكرياتهم مع أمهم ، وآخر كلام سمعوه منه يقول:" هانت يا أمي قريبا اللقاء لقد اشتقت إليك كثيرا !".


فعلا بعد أيام وبينما هو جالس أحس بألم بصدره وزاد إلى أن شعر بانقطاع أنفاسه فسقط أرضا مغما عليه  .... 


نقله أخوه مسرعا إلى المستشفى بمجرد وصولهم لفظ أنفاسه الأخيرة ... نعم رحل محمد تاركا هذه الحياة التي لم تنصفه يوما و التحق برفقة أمه الحنون لم يتحمل فراق الغالية فكان رفيقا لها تاركا كل شيء وراءه .  


قصة رحيل 

أ. زهيرة بن عبد المومن

قصة من الواقع

التعليقات

كل ما ينشر علي موقع الجريدة يقع علي مسؤولية كاتب المنشور وليس علي الجريدة اية مسؤولية في ذلك


جريدة الراصد24

إتصل بنا

Translate

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

انضم الي عائلة جريدة الراصد24

إشترك ليصلك كل مواضيع جريدة الراصد24


إلى أعضاء

إنضم

جميع الحقوق محفوظة

جريدة الراصد24

2020