بقلم: بسام سيد
"منسق اللجنة العليا للاعلام بمنظمة الضمير العالمي "
غزة، تلك البقعة الصغيرة من الأرض التي شهدت على مر العقود صراعات وحروبًا، تعكس في تاريخها معاناة إنسانية عميقة. يعيش في غزة اليوم مليون ونصف المليون نسمة، يعانون من ظروف قاسية، بفعل الحصار والقيود المفروضة على الحياة اليومية. لكنّ التهجير، كحلول عبثية ينظر إليها على أنها مخرج، هو فعلاً ما يجب علينا أن نرفع أصواتنا ضده.
التاريخ والمأساة
منذ عام 1948، كان الشعب الفلسطيني عرضة للتشريد والتهجير، حيث فقد الكثيرون منازلهم وأراضيهم. لقد كانت غزة ملاذًا للكثيرين، الذين هربوا من النكبات السابقة، لكنها لم تنجُ من المآسي. التهجير ليس الحل، بل هو انتهاك لحقوق الإنسان ومساس بهويته وثقافته.
حقوق الإنسان
يعتبر التهجير القسري جريمة ضد الإنسانية بموجب القانون الدولي. ينص الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على أن لكل فرد الحق في العيش في بلده دون خوف من التهجير. في غزة، يعيش الشعب الفلسطيني تحديًا يوميًا من أجل حقوقه الأساسية، مثل التعليم، الصحة، والعمل. التهجير لن يحقق السلام، بل سيزيد من دائرة العنف والتهجير.
الثقافة والتراث
يمتلك الشعب الفلسطيني في غزة تاريخًا عريقًا وثقافةً غنيةً، تكاد تكون نادرة في العالم العربي. تحمل الأزقة والمنازل قصص الأجداد، وتعبّر الفنون الشعبية عن معاناة الناس وآمالهم. بمجرد تهجير الشعب، يسقط هذا التراث، وينحسر الوجود العربي والفلسطيني في تلك الأرض.
دعوات السلام
بدلًا من التهجير، نحتاج إلى دعوات حقيقية للسلام. التواصل والتفاوض يمكن أن يكونا أسلحتيْن أقوى لتحقيق التفاهم والتعايش. هناك حاجة ملحة لبناء جسور التواصل بين الشعوب بدلاً من الحواجز.
لا لتهجير شعب غزة، فلا يمكن تحقيق السلام والعدالة من خلال تفكيك المجتمعات وتدميرها. بل يجب أن يكون الاحتواء والتفاهم هما الحلول المتاحة لمواجهة التحديات. إن تعزيز حقوق الفلسطينيين وضمان عيشهم بكرامة هو الطريق الوحيد نحو مستقبل أفضل للجميع، داخل غزة وخارجها.