"مشتل السردية"هو مفهوم يُستخدم في الأدب والنقد الأدبي للإشارة إلى المكان أو البيئة التي تنمو فيها القصص والحكايات، سواء كانت واقعية أو خيالية. يمكن أن يُنظر إليه على أنه "مشتل" أو "حاضنة" للأفكار السردية التي تتطور لتصبح أعمالًا أدبية كاملة. هذا المفهوم يعكس كيفية تشكل القصص وتفاعلها مع البيئة المحيطة، سواء كانت اجتماعية، ثقافية، أو نفسية.
"مشتل السردية":
التحليل:
*المكان والزمان:
*المكان: يمكن أن يكون مشتل السردية مكانًا حقيقيًا (مثل قرية، مدينة، أو بيت عائلي) أو مكانًا خياليًا (مثل عالم خيالي أو فضاء أسطوري). المكان غالبًا ما يكون له تأثير كبير على تطور الشخصيات والأحداث.
*الزمان: الزمان أيضًا يلعب دورًا مهمًا في تشكيل السردية. يمكن أن يكون الزمان تاريخيًا، معاصرًا، أو حتى مستقبليًا، وكل فترة زمنية تُضفي طابعًا خاصًا على القصة.
*الشخصيات:
- الشخصيات هي العنصر الرئيسي الذي ينمو في "مشتل السردية". تتطور شخصيات القصة من خلال تفاعلها مع البيئة المحيطة، سواء كانت عائلية، اجتماعية، أو ثقافية.
- قد تكون الشخصيات مستوحاة من أشخاص حقيقيين أو تكون نتاج خيال الكاتب، ولكنها دائمًا ما تحمل سمات تعكس البيئة التي نشأت فيها.
*الثقافة والمجتمع:
- الثقافة والمجتمع هما التربة الخصبة التي تنمو فيها السرديات. القصص غالبًا ما تعكس القيم، التقاليد، والصراعات الاجتماعية للبيئة التي تنتمي إليها.
- يمكن أن تكون السرديات وسيلة لنقد المجتمع أو لتسليط الضوء على قضايا معينة، مثل الظلم، الفقر، أو التمييز.
*التفاعل بين الواقع والخيال:
- مشتل السردية؛
غالبًا ما يكون مكانًا يلتقي فيه الواقع بالخيال. الكتّاب يستمدون الإلهام من الواقع، ولكنهم يضيفون لمسات خيالية لإثراء القصة وجعلها أكثر جذبًا للقارئ.
- في بعض الأحيان، تكون السرديات الخيالية وسيلة لاستكشاف حقائق عميقة عن الطبيعة البشرية والمجتمع.
*النمو والتطور:
- مثل النباتات في المشتل، القصص تحتاج إلى وقت ورعاية لتنمو وتتطور. الكتّاب يعملون على تطوير الحبكة، الشخصيات، والمواضيع بشكل تدريجي حتى تصل القصة إلى مرحلة النضج.
- التطور السردي يعكس أيضًا تطور الكاتب نفسه، حيث أن كل قصة تكتبها تضيف إلى خبرته وأسلوبه.
التأثير على القارئ:
- السرديات التي تنمو في "مشتل السردية" لها تأثير عميق على القارئ. يمكن أن تثير المشاعر، تحفز التفكير، أو حتى تغير وجهات النظر.
- القصص الجيدة غالبًا ما تترك أثرًا طويل الأمد في ذهن القارئ، مما يجعلها جزءًا من ذاكرته وتجاربه.
من أزهاره كمثال:
- (أدب القرية) في العديد من الروايات العربية، مثل أعمال (توفيق الحكيم) أو (يحيى حقي)
-تكون القرية هي "مشتل السردية" حيث تنمو القصص التي تعكس حياة البسطاء وصراعاتهم اليومية.
- الأدب الخيالي: في الأعمال الخيالية مثل "سيد الخواتم" لـ (ج.ر.ر. تولكين)، يكون العالم الخيالي هو المشتل الذي تنمو فيه القصص الأسطورية والشخصيات الملحمية.
"مشتل السردية" هو مفهوم غني يعكس كيفية تشكل القصص وتفاعلها مع البيئة المحيطة. سواء كانت القصص مستوحاة من الواقع أو من الخيال، فإنها تنمو وتتطور في بيئة معينة تعكس الثقافة، المجتمع، والتجارب الإنسانية. هذا المفهوم يساعدنا على فهم العمق الذي تكمن فيه الأعمال الأدبية وكيفية تأثيرها على القراء والمجتمع ككل.
أبو سلمى
مصطفى حدادي.