شهر الخيرات في أيامه الماركات جريدة الراصد 24 -->
جريدة الراصد24 جريدة الراصد24

داخل المقال

جاري التحميل ...

شهر الخيرات في أيامه الماركات جريدة الراصد 24



بقلم / محمـــد الدكـــروري


الحمد لله الذي كان بعباده خبيرا بصيرا، وتبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا، وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا، وتبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا، ثم أما بعد أيها المؤمنون هنيئا لكم شهركم الكريم وموسمكم المبارك، موسم الخيرات والبركات، والعطايا والهبات، والعتق من النيران، أيها المؤمنون ما أعظم شأن عبد غنم شهره فربح ثوابه، ونال أجره، وما أعظم خسران عبد دخل عليه شهر الخيرات ثم انقضى وهو من بركاته محروم وعن خيراته غافل، وحفزا للهمم والعزائم في شهر الخيرات في أيامه المباركات ولياليه العظيمات يتكرر نداء عظيم مبارك ينادي المقبلين على الخيرات تحفيزا لهم، وشحذا لهممهم، وينادي من هم غافلون عن الطاعات متحركة قلوبهم. 


بالآثام يناديهم بالإمساك والإقصار خوفا من الله الملك الجبار، فإن الموسم موسم خيرات وبركات، فتأمل هذين النداءين العظيمين المباركين " يا باغي الخير، يا باغي الشر" فقد جاء التصريح في حديث رواه الإمام أحمد في مسنده بأن هذا المنادي ملك من ملائكة الله، وجاء كذلك التصريح أن هذا النداء يتكرر كل ليلة من ليالي رمضان، فإنه نداء عظيم مبارك يتكرر في كل ليلة من ليالي رمضان " يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر" ولئن كان أهل الإيمان لا يسمعون صوت هذا المنادي إلا أنهم من نداءه على يقين لأن الذي أخبر بذلك الصادق المصدوق، صلوات الله وسلامه عليه الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، ألا لنستشعر في ليالي رمضان المباركات هذا النداء المبارك، هذا النداء العظيم، ولنفعّل هذا النداء في حياتنا. 


ولنتأمل في أحوالنا وسلوكنا، ولننظر في حالنا من أي أهل النداءين؟ فإنهما نداءان وكل منهما مقصود به فئة من الناس "يا باغي الخير، يا باغي الشر" وفي هذا دلالة أن قلوب الناس على قلبين، قلب يبغي الخير ويطلبه ويبحث عنه ويتحراه، وقلب آخر قلبه يبحث عن الشر ويتحرك في طلب الشر، وينبعث في البحث عن الشر فليسوا سواء، فليس من كان قلبه قلبا صالحا مستقيما يطلب الخير ويتحراه كمن قلبه قلبا شريرا لئيما يبحث عن الشر ويتحراه، فإنهم حقا نداءان عظيمان "يا باغي الخير، ويا باغي الشر" فليفتش كل إنسان في نفسه، وليتأمل في حاله وليحقق ما طُلب منه، فإن كان قلبه ذلك القلب العظيم ذلك القلب الكريم الذي يتحرى الخير ويطلبه فليغنم شهر الخيرات بالإقبال على الله، وبالمزيد من الطاعات، وبالاستكثار من العبادات. 


وبإغتنام موسم الخيرات بالإكثار من الرغائب والمستحبات، فالمقبل على الخيرات يجتهد في الفرائض أولا تبكيرا إليها ومزيد اهتمام بها وسعيا في تتميمها وتكميلها، ثم بعد ذلك يوسع في باب الرغائب والمستحبات اغتناما واستكثارا، وإن كان قلب الإنسان ذلك القلب الآخر الذي يبغي الشر ويتحراه، فهذا له نداء آخر "يا باغي الشر أقصر" و معني كلمة أقصر، هي من الإقصار وهو الكف والامتناع "يا باغي الشر أقصر" أي كف عن الشر، وامتنع منه وابتعد عنه، واتق الله ربك، فإنك في شهر الخيرات والبركات شهر العطايا والهبات شهر العتق من النيران شهر الغفران، فإن لم يتحرك قلبك في هذا الموسم المبارك كفا وإمتناعا وبعدا عن العصيان فمتى عساه أن يتحرك؟ وإن رمضان يبشرنا بالتطهير من الذنوب والمعاصي كما قال رسول الله صلي الله عليه وسلم. 


" ورمضان إلى رمضان كفارة لما بينهما " رغم أنف امرئ أدرك رمضان ولم يغفر له لأانه شهر " أوسكه مغفرة " ثم العفو ليلة القدر، فشهر رمضان يبشرنا بالجود والكرم ومن ثم الثواب الجزيل فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم جوادا كريما، وكان أجود ما يكون في رمضان عندما كان يدارسه جبريل القرآن، وقد سن صدقة الفطر على الصغير والكبير، والغني والفقير، وكما أن شهر رمضان يبشرنا بعتق رقابنا من النار فهو شهر " أوله رحمة وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار" ورمضان يبشرنا بالعفو في ليلة العفو، ليلة القدر خير من ألف شهر، ومن أفضل الدعاء ليلة القدر " اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عنا " فرمضان يبشرنا بالفرحة تلو الفرحة لأن للصائم فرحتان، فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه " كما أخبر بذلك رسول الله صلي الله عليه وسلم.

التعليقات

كل ما ينشر علي موقع الجريدة يقع علي مسؤولية كاتب المنشور وليس علي الجريدة اية مسؤولية في ذلك


جريدة الراصد24

إتصل بنا

Translate

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

انضم الي عائلة جريدة الراصد24

إشترك ليصلك كل مواضيع جريدة الراصد24


إلى أعضاء

إنضم

جميع الحقوق محفوظة

جريدة الراصد24

2020