الدكروري يكتب عن العبور بالطفل إلى العالم الأوسع. جريده الراصد24 -->
جريدة الراصد 24 جريدة الراصد 24

داخل المقال

جاري التحميل ...

الدكروري يكتب عن العبور بالطفل إلى العالم الأوسع. جريده الراصد24

 

الدكروري يكتب عن العبور بالطفل إلى العالم الأوسع. جريده الراصد24

بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن الطفل بجوهره خلق قابلا للخير والشر جميعا وانما أبواه يميلان به إلى أحد الجانبين، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "كل مولود يولد على الفطرة، وانما أبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه" والأولاد والزوجة إنما هم أمانة عند الآباء، وفي صحائفهم يكتب ما يفعلون، وانهم عند الله تعالى عنهم المسئولون، فحذار من ضياعهم وإهمالهم، ولكي يكون البيت مسلما حقا والأسرة التي تملؤه قوية متحابة، لابد أن تكون أعمالهم نموذجا عمليا لما يطلبه الإسلام، وقدوة حسنة لمن حولهم من الجيران، وعلى المسلم أن يستشعر عظم مسؤوليته تجاه أهل بيته وانهم أمانة في عنقه، وعليه أن يتقي الله فيهم رعاية وعناية وتربية وسلوكا، حيث يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم.


" كلكم راع ومسؤول عن رعيته، فالإمام راع وهو مسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها وهي مسؤولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في مال أبيه وهو مسؤول عن رعيته، فكلكم راع ومسؤول عن رعيته" وإن الأسرة هي اللبنة الأولى في تكون المجتمع البشري بصلاحها واستقامتها وتراحمها يصلح المجتمع ويستقيم ويتراحم، وبفسادها يفسد المجتمع وتتهاوى أواصره، فمن خلال الأسرة يستلهم الطفل انفعالاته الأولى في الحب والكره والغضب والحلم والتعاون والأنانية، فهي جسر العبور بالطفل إلى العالم الأوسع، حيث إنها تعلمه الاحترام والتقدير وتحمل المسؤولية وتعده للتكامل. 


وتشبع عنده الحاجة إلى الاستقرار العقلي والعاطفي، ومعظم مشاعر الطفل تتمركز حول الأم والأب بحيث تميل إلى أن تصبح اتجاهاته وتوقعاته الاجتماعية نسخة من اتجاهاتهما وتوقعاتهما، ويحدث هذا التعلم قبل أن يكون للطفل إدراك واعي بنفسه وبالآخرين، وإن إدراك المربي للهدف من التربية يساعده في تحديد الوسائل والطرق والأساليب التي يسير عليها في تربيته للناشئين ولنفسه وللآخرين، والهدف الأسمى من التربية هو تنمية قدرات الفرد وإطلاق إمكانياته، وتقوية شخصيته إلى أقصى حد تسمح به استعداداته، وفي ضوء هذا الهدف تنبثق الأهداف الفرعية الموصلة إليه تعريف الفرد بخالقه، وبناء العلاقة بينهما على أساس ربانية الخالق وعبودية المخلوق، وإعداد الفرد للحياة الآخرة. 


وذلك من واقع الكتاب والسنة والسيرة النبوية وسير السلف الصالح، وتطوير وتهذيب سلوك الفرد، وتنمية أفكاره، وتغيير اتجاهاته بحيث تنسجم مع الاتجاهات الإسلامية، والسعي لتحقيق السمو النفسي، لكي نقيم مجتمعا قويا ومترابطا، وتدريب الفرد على مواجهة متطلبات الحياة المادية، وكسب الرزق الحلال والتأكيد على ذلك، وتوجيه المسلمين لحمل الرسالة الإسلامية إلى العالم، وغرس الإيمان بوحدة الإنسانية، والمساواة بين البشر، والتفاضل إنما هو بالتقوى، بالإضافة إلى تقوية روح الجماعة، وتحقيق النمو المتكامل المتوازن لجميع جوانب شخصية الفرد، فالإنسان جسم وروح وقلب وعقل وعواطف وجوارح، فلنتقي الله في أنفسنا، ولنتقي الله في أولادنا، ولنتعاون جميعا على البر والتقوى.

التعليقات



جريدة الراصد24

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

جريدة الراصد 24

2020