الدكروري يكتب عن دور الأم في بناء شخصية الأبناء. جريده الراصد24 -->
جريدة الراصد 24 جريدة الراصد 24

داخل المقال

جاري التحميل ...

الدكروري يكتب عن دور الأم في بناء شخصية الأبناء. جريده الراصد24

 

الدكروري يكتب عن دور الأم في بناء شخصية الأبناء. جريده الراصد24

بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن من الأسباب التي كان لها الأثر السلبي علي تربية النشئ هو العهد للخادمات والمربيات بتربية الأبناء وخصوصا الأجنبيات أو غير المسلمات، وهذا أمر خطير خاصة إذا كانت المربية كافرة فذلك مدعاة لانحراف الأبناء وفساد عقائدهم وأخلاقهم، وأيضا احتقار الأبناء وقلة تشجيعهم، ولذلك مظاهر عدة منها إسكاتهم إذا تحدثوا، والسخرية بهم وبحديثهم مما يجعل الابن عديم الثقة بنفسه، قليل الجرأة في الكلام والتعبير عن رأيه، والتشنيع بهم إذا أخطئوا أو لمزهم إذا أخفقوا في موقف أو تعثروا في مناسبة مما يولد لديهم الخجل والهزيمة، وازدرائهم إذا استقاموا فتجد من الوالدين من يحتقر أبنائهم إذا رأوا منهم تقى أو صلاحا واستقامة أو اتهام الأبناء بالتزمت والتشدد فى الدين والوسوسة مما يجعلهم يضلون. 


وعلى أعقابهم ينكصون فيصبحون بعد ذلك عالة على والديهم، وأيضا تربيتهم على عدم تحمل المسؤولية، إما لإراحتهم أو لعدم الثقة بهم أو لعدم إدراك أهمية هذا الأمر، وكذلك قلة الاهتمام بتعليم أبنائهم سواء ما يتعلق بالتعاون مع مدارسهم ومتابعة مستوى أبنائهم التعليمي ومدى التزامهم، أو ما يتعلق باختيار مدارسهم، وأما عن دور الأم، فهو الدور الأهم على الإطلاق في بناء شخصية الطفل الإيجابية منذ صغره، ويختلف دور الأم باختلاف أنماط الأسر، فإذا وضعت الأم قائمة من القواعد والممنوعات والأمور الكثيرة التي تحد من حركة الطفل في المنزل، أو إذا كانت الأم من النوع كثير الانتقاد، أو النوع الذي عنده الحماية الزائدة على الطفل بحيث لا تجعله يفكر كثيرا أو يغامر في شيء ما، فإن هذا النمط أو الشكل. 


لا يعطي ناتجا إيجابيا في نهاية الأمر، لأن الطفل بالتأكيد يحتاج إلى مساحة حتى يصبح إيجابيا، وهنا يأتي دور الأم في إعطاء الطفل مساحة من الحرية للتعبير عن مشاعره وتجربة كل شيء، بالإضافة إلى تنمية المبادرات الصغيرة التي يفعلها الطفل من تلقاء نفسه بتَكرار الفعل أمامه، لا بالشرح، حتى يستمر عليها وتكتمل السمة الإيجابية لدى الطفل، ولقد جمعت التربية الإسلامية بين الطابع الفردي والجماعي، حيث تربي الإنسان على الفضائل، وتحمله مسؤولية أعماله، وكل ذلك لا يعني انفصاله عن المجتمع الذي يكفل له التكامل والتكافل والقوة، فبيّن الإسلام أن المسلم عون لأخيه المسلم، كما أنها تعزز أهمية القدوات في التأثير على الفرد، وتؤكد على دور الأسرة في هذه التربية.


وكما يجب تربية الفرد على مراقبة ربه عز وجل حيث تنمي فيه الدافع والرقيب الداخلي الذي يجعله مستقيما، مراقبا لربه في جميع أعماله، لقوله تعالى " إن الله لا يخفى عليه شئ فى الأرض ولا فى السماء" وعلموا أولادكم الصدق بالقول والفعل، فإذا حدثتموهم فلا تكذبوا عليهم وإذا وعدتموهم فلا تخلفوا وعدكم فيروى عن النبي صلى الله عليه وسلم "أن من قال لصبي تعال هاك ثم لم يعطه فهي كذبة" وإن أولادكم إذا رأوكم تكذبون هان عليهم الكذب، وإذا رأوكم تخلفون الموعد هان عليهم الإخلاف، عودوهم الإحسان إلى الخلق وفعل المروءة وحذروهم من الاعتداء والظلم، اغرسوا في قلوبهم محبة المؤمنين، وبينوا أن المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا.

التعليقات



جريدة الراصد24

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

جريدة الراصد 24

2020