بقلم / كواعب أحمد البراهمي
لو اردنا الحديث عن الحياة ، وهل هي كما نحب ، او نعيشها رغما عنا . لوجدنا ان هناك أمور يكون فيها للانسان حق الاختيار ، وتلك الأمور بالطبع تمس أمور حياتنا ، وتتفاوت اهميتها بالنسبة لنا .
ويكون قرار الإختيار صعبا عندما تكون الأهمية أكبر . فقد يكون في هذا القرار تقرير مصير ، أو تحقيق هدف ، أو وصول إلى غاية وحلم طالما حلم به الشخص .
وبعض الاختيارات تكون سهلة ومريحه حيث لا تدع وقتا ولا مجالا وإنما يكون القرار جاهزا يوافق ما يريده الشخص أو ما كان يخطط له .
وبعضها الآخر يكون صعبا ويحتاج تفكيرا ، أو مشورة ، أو صلاة من أجل الوصول للصواب .
وفي كل الأحوال يتحمل الإنسان نتيجه اختياره .
وذلك ينطبق على كل حياتنا بدءا من اختيار الطعام والشراب والملابس، ثم المسكن والعمل والأصدقاء.
أما بعض الأمور قد تكون مفروضة ولا مجال فيها للاختيار . وتلك أيضا أمور كثيرة جدا في حياتتا
وبعضها نتحمله عن رضا ، والبعض الآخر نتحمله على مضض.
فالبعض يسكن في مكان لا يرتاح فيه ، أو يعيش مع أشخاص يختلفون معه فكرا و اسلوبا أو طباعا .
وفيه ما هو أسوأ من ذلك وهو أن يقيم شخص مع أناس لا يحبهم ، ولكنه مضطر وذلك في حياة زوجية مع زوج متعب أو زوجة نكدية . أو حماة متسلطه تفتعل المشاكل أو زوجة ابن على غير خلق ، أو أخت زوج أو زوجة اخ ، أو رب أسرة ترك مسؤولية أولاده على عاتق زوجته .
ويكون اقلها ضررا ما هو زميل مكتب عمل أو زميلة مكتب عمل .
وللأسف ذلك يخلق عدم الراحة ، وعدم القدرة على الإنتاج والعطاء ، وعدم الحياة بأسلوب مريح في باقي نواحي الحياة.
وقد يكون كذلك الاختيار مفروض في دراسة معينة طبقا لمجموع معين .
كل تلك المفروضات يجب التخلص منها اذا كان هناك وسيلة لذلك .
أو بحساب العائد والخسارة و تفضيل أيهما.
أو التضحية بما لا يجعل الإنسان يخسر صحته . لأن الصحة اهم ما يملك الإنسان.
وعندما يقع الإنسان تحت وطأة المفروض والذي لا مجال للفكاك منه فيجب أن ينظر للجزء الافضل في حياته . أن يعدد النعم التي لديه ، والتي بالطبع ينغصها المفروضات التي تضايقه. ولكنها موجودة ، و لكنها نعم قد يتمناها آخرون.
فالصحة نعمة والستر نعمة ، واخوة محبين نعمة ، وعمل يكفي الإنسان ذل السؤال ولو كان صعبا نعمة ، و جيران صالحين نعمة ،و سكن خاص ولو بسيطا نعمة ، وزوج متفهم أو زوجة متفهمة نعمة ، واصدقاء مخلصين نعمة . فنحن في زمن عز فيه الاخلاص والوفاء . و انسان تتحدث معه دون خوف نعمة . الدنيا مليئة بالنعم كما هي مليئة بالسوء . ولنشكر الله على النعم ، ولنصبر على السوء . فالشكر عبادة ، والصبر عبادة ، والرضا أصدق وأفضل وأجمل العبادات .