الدكروري يكتب عن قواعد علم الدراية بالحديث جريدة الراصد 24 -->
جريدة الراصد 24 جريدة الراصد 24

داخل المقال

جاري التحميل ...

الدكروري يكتب عن قواعد علم الدراية بالحديث جريدة الراصد 24



بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الثلاثاء الموافق 16 يوليو 2024


الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، الحمد لله الذي خلق الأرض والسموات، الحمد لله الذي علم العثرات، فسترها على أهلها وأنزل الرحمات، ثم غفرها لهم ومحا السيئات، فله الحمد ملء خزائن البركات، وله الحمد ما تتابعت بالقلب النبضات، وله الحمد ما تعاقبت الخطوات، وله الحمد عدد حبات الرمال في الفلوات، وعدد ذرات الهواء في الأرض والسماوات، وعدد الحركات والسكنات، وأشهد أن لا إله إلا الله لا مفرّج للكربات إلا هو، ولا مقيل للعثرات إلا هو، ولا مدبر للملكوت إلا هو، ولا سامع للأصوات إلا هو، ما نزل غيث إلا بمداد حكمته، وما انتصر دين إلا بمداد عزته، وما اقشعرت القلوب إلا من عظمته، وما سقط حجر من جبل إلا من خشيته، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله قام في خدمته. 


وقضى نحبه في الدعوة لعبادته، وأقام اعوجاج الخلق بشريعته، وعاش للتوحيد ففاز بخلته، وصبر على دعوته فارتوى من نهر محبته، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه، ومن سار على نهجه واستن بسنته وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين، ثم أما بعد لقد قسم علماء الحديث علم الحديث إلى قسمين رئيسين، هما علم الحديث من حيث الرواية، وعلم الحديث من حيث الدراية، وعلم الحديث رواية هو العلم الذي يشتمل على كل ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول، أو فعل، أو تقرير، أو صفة خَلقية أو خُلقية، من ناحية ضبط الكلمات، وتحرير الألفاظ، وكيفية الرواية عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، كما يبحث علم رواية فيما يتعلق بسند الحديث، من حيث درجة قبوله، أو رده، ودراسة رواية الحديث وضبطها. 


ودراسة سندها، ومعرفة حال كل حديث من حيث القبول والرد، ومعرفة معاني ألفاظ الحديث، وشروحه، وما يمكن أن يستنبط منه من الأحكام والفوائد، وأما عن علم الحديث دراية، فإنه يسمى بعلم مصطلح الحديث، أو علم أصول الحديث، أو علوم الحديث، ويقصد به العلم بالقواعد التي يمكن من خلالها الوصول إلى معرفة أحوال سند الحديث، ومتنه، وبه يصل العالم إلى درجة الحديث، من حيث القبول أو الرد، ويمكن تعريفه كذلك بأنه القواعد المُعرفة بحال الراوي والمروى، ويظهر من التعريفات السابقة أن علم الحديث هو دراية يوصل الباحث في العلم الشرعي إلى معرفة الأحاديث المقبولة من الأحاديث المردودة بشكل عام، ويكون ذلك عن طريق وضع قواعد عامة لمعرفة الحديث المقبول من الحديث المردود، أما علم الرواية.


فيبحث في حديث معين بتطبيق قواعد علم الدراية عليه، وأما عن كيفية حفظ الحديث فهو بالبدء بحفظ الأحاديث المشهورة، كالأربعين النووية، ورياض الصالحين، واللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان، وذلك كونها من المألوف والدارج على الأذن سماعه، وكذلك أيضا عمل ورد يومي للحفظ، وذلك بكتابة الأحاديث المراد حفظها بالبرنامج اليومي بخط اليد ثم إعادة تشكيلها، وتخريجها بمعرفة درجة صحتها ومحاولة معرفة مناسبتها، وكذلك سماع الورد اليومي من الأحاديث صوتيا، حيث تتوفر المقاطع الصوتية للأحاديث النبوية الشريفه، على الانترنت بكثرة والحمد لله، وذلك بتكرار سماعها في الصباح الباكر وقبل النوم والترديد وذلك بترديدها مع المقطع الصوتي، والحفظ بتكرار الحديث على اللسان أكثر من مرة ، ومحاولة الحفظ جملة جملة. 


وإعادة قراءة الجملة عن ظهر قلب والمقارنة مع النص الأصلي، وكتابة الحديث الذي تم حفظه عن ظهر قلب، والتأكد من صحة الكتابة، والبحث عن الأبواب الفقهية التي يتبع لها الحديث الذي تم حفظه، فعملية الربط تسهل تثبيت الحفظ، وكذلك عمل مراجعة للأحاديث اليومية المحفوظة، من خلال التسميع في حلقات التحفيظ، والبدء بحفظ مجموعة جديدة من الأحاديث كما في الخطوات السابقة، ويتخلل ذلك مراجعة للأحاديث المحفوظة، وقراءة شرح الأحاديث المحفوظة، ومعرفة الحكام الفقهية المستنبطة منها وذلك بعد مرور أسبوع على الأقل من حفظها، وإن الحديث النبوي أو السنة النبوية عند أهل السنة والجماعة هو ما ورد عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، من قول أو فعل أو تقرير. 


أو صفة خلقية أو خُلقية أو سيرة، سواء قبل البعثة أي بدء الوحي والنبوة أو بعدها، والحديث والسنة عند أهل السنة والجماعة هما المصدر الثاني من مصادر التشريع الإسلامي بعد القرآن، وذلك أن الحديث خصوصا والسنة عموما مبينان لقواعد وأحكام الشريعة ونظمها، ومفصلان لما جاء مجملا في القرآن الكريم، ومضيفان لما سكت عنه، وموضحان لبيانه ومعانيه ودلالاته.

التعليقات



جريدة الراصد24

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

جريدة الراصد 24

2020