ديكتاتورية نبيل (وحكى شهريار) جريده الراصد24 -->
جريدة الراصد 24 جريدة الراصد 24

داخل المقال

جاري التحميل ...

ديكتاتورية نبيل (وحكى شهريار) جريده الراصد24

 

ديكتاتورية نبيل  (وحكى شهريار) جريده الراصد24



في تلك الزاوية هناك عند بؤرة الزمن المتوهجة كاد شهريار أن يجهش بالبكاء على تلك الصفعة التي نالها من أخيه شاه زمان رأت شهرزاد تلك الدمعات المختنقة فأسرعت إليه لتحط برأسه على كتفيها وقالت :

هنا ملجأك الآمن فأنت شهريار العظيم لا تقف الدموع بأبواب مقلتيك 

أطلق سراحها لتروي ظمأ هذا القلب المؤود 

إبتسم شهريار ونهض مسرعا من ذلك العناق الحنون وكأنه يهاب ضعفه بين يدي تلك الفاتنة التي أصبح مفتونا بها 


و بأرجاء الغرفة المعتقة بالحب والحنان أخذ شهريار خطواته ذهابا وإيابا حتى وصل إلى شرفته المعهودة وكأنه يريد أن يتنفس الصعداء ليلملم شتات نفسه 

عقد حاجبيه وامتطى صحوة كبريائه ثم جلس في مقعد الزمن العائد من الهاوية 

إعتدل في مجلسه ليرتدي حفنة من الثبات وشهرزاد ترقب في صمت وعيناها تحرسه أينما ذهب وكأنها تقول له اطمئن أنا هنا 


ايقن شهريار الطمأنينة الملقاة من عبق تناهيد شهرزاد ثم أتخذ بسالته حصنا وعاود الحديث

 وقال :

كنت أجلس لافكر كيف يكون الحل في تلك المعضلة هل أكسر أوصال أخي الطائر فرحا بولي العهد وأخبره عن خيانة زوجته أم أصمت وأنا المفتور من بئر الخيانة التي سكتت أرجاء قصري؟! 

حتى دخلت على مسرعة تلهث بنباح محتضر والمفاجاة تسمرني نعم هي زوجة أخي 

ماذا تريد تلك الساقطة؟! 

ارتسم بوجهي الغضب وقولت لها :

لما انتِ هنا الآن؟! 

وماذا تريدين بعد فعلتك الشنعاء؟! 

قالت :

جئت إليك بعد أن ذهب شاه زمان والخوف يحطم أضلعى 

قولت لها ممن تخافين؟! 

قالت.. منك.. 

لا أدرك نفسي إلا والضحكات تنهمر من فيض صوتي المتعالي 

ولما لا تخافين من الله ثم من زوجك الذي يهيم بك؟! 

قالت ليس لك حكم علىّ فقط أخبرني ماذا تريد مقابل صمتك؟! 

هنا لا أعلم كيف لتلك البلهاء ان تكون بهذه الجرأة 

وقولت لها لن تكوني لحظة امرأة أخي بعد الآن فمثلك لا يحتسي حتى لحظة ندم على فعلته 

قالت إذا فهي لك 

قولت ما هي؟! 

ولا أعلم كيف حدث ذلك في غفلة من الزمن اذا بها تمزق ملابسها وتصرخ لتنادي كل ما في القصر 

حضر الحراس وبعدهم شاه زمان الذي صدّق على نحيبها وروايتها الكاذبة  بأني اريد أن الوذ بها 

ولم ألوم عليه 

تركته يرمي بي بكل بئر من الاتهامات حتى هدئت روعته وقال 

سأترك لك القصر والمملكة فاتت الأخ الخائن مثلك مثل ابيك 

بعد تلك العاصفة من غضبه العارم وصمتي الساكن أرجاء حنقتي المتأججة 

قولت له :

لا لا تترك القصر فقط اذهب بها إلى ذلك القصر الصغير في آخر أروقة الحديقة 

حتى ياتي ولي العهد ثم إذهب كما شئت 


وهنا قاطعته شهرزاد وقالت :

كيف لك أن ترضا بمثل هذا الاتهام وتترك تلك الكاذبة تنتصر بفعلتها فأنت الملك شهريار؟! 

رد شهريار بعد أن كفكف دمعات وجده المحترق بمقلتيه 

لا تتسرعي يا جميلتي ولأني الملك شهريار كان لابد أن يكون معي دليل قاطع على تلك الخائنة 

تركتها باعتقاد النصر ترفع قامتها الشمطاء 

لتتاخذ الأمان سبيلا 

وبعد لحظة صمت وافت حديثه المتألم 

 اتكأ على مقعده ونظر إلى النجمات الضالة عير شرفته وقال 

مال لهذا القمر غائب بين الغمام أنظري إلى تلك السحابات يا أميرتي تملئ السماء لكنها عابرة تحاول أن تسقط عن تلك النجوم ضيائها وتلتهم القمر لكن هيهات هيهات 

أدركت شهرزاد رسالة شهريار بين رحيق كلماته الهابطة من لهجته الساخرة 

وقالت ماذا بعد يا مليك قلبي 

أدار راسه وبعينيه هواها يتغنى وقال :

أمام هذه العيون يتوقف الزمن بك يا أميرتي لأرتشف نفسي من كأس الخواء 

هنا سكنت الورود وجنتي شهرزاد خجلا وأقام قلبها اليآس من عشق أميرها الإحتفالات فهو اعتراف عشق 

لالالا فهو المفتون الملثم خلف سقطات العمر. 

اقترب منها وقال:

إلى أين تذهبين يا جميلتي بهذا الدهاء المسكوب من راحتي عينيك 

قالت :

وإلى أين اذهب وانا بمحراب عشقك تسلب مفاتن الدهاء وترتمي بزنديك أحلامي 

فأنت الهواء والماء ونبض القلب 

تنهد شهريار عندما خفق قلبه بعشق شهرزاد 

ثم عاد  من رحلة غرام فاتنته ليستكمل روايته 

لتعود معه شهرزاد من مدينة الهوى لرواية شهريار 

فأشارت اليه بالايجاب ليكمل حديثه 

استجاب على الفور لمطلبها وفضولها الحائر 

ثم قال :

هاهو التعلب يلوذ بفريسته الحمقاء 

كنت أعلم أنها لن ترجع عن أفعالها 

وفي ليلة ماطرة والكل نيام ذهبت إلى خلوة ذلك الحارس العشيق قولت في نفسي هاهي لحظة الحقيقة 

ذهبت مسرعا إلى أخي ومعي  رئيس الحراس ووزيري لنخبره  بما يحدث ويأتي معنا ليرى بأم عينيه ما يدور 

وكانت الصدمة شنعاءعلي شاه زمان واذا به يصطحب سيفه ليقتلها 

أفلتّ يده المرتعشة وقولت:

لا يا شاه زمان مثلها لا يعاقب بالقتل

لابد أن يصنع لها التاريخ احتفالية إعدام لتكون عبرة لغيرها 

اقيمت محاكمة أمام الجميع واعدمت بمرأئ ومسمع من الكل 

هنا أدركت ان الإنتصار حليفي وأن اخي أدرك اني لن اخونه ولو بظهر الغيب 

لكن كانت الكارثة تحلق بثنايا قدري عندما أهمل شاه زمان شؤون البلاد واتجه لمجالس الخمر لينسى أنه المخدوع مبتور القلب 

حاولت معه بشتى الطرق حتى جائت تلك المعركة مع البيزنطيين مرة أخرى قولت في نفسي ساحة القتال سوف تساعده على إستعادة نفسه 

بالفعل كنت أراه يقتل هنا وهناك بشراهة رماد مختنق تحته النيران 

وعند العودة... 

يتبع

🖋️#سها_عبد _السلام 🌷🌷

التعليقات



جريدة الراصد24

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

جريدة الراصد 24

2020