الدكروري يكتب عن إنسانية النبي في الفتح الأعظم جريدة الراصد 24 -->
جريدة الراصد 24 جريدة الراصد 24

داخل المقال

جاري التحميل ...

الدكروري يكتب عن إنسانية النبي في الفتح الأعظم جريدة الراصد 24


بقلم / محمـــد الدكـــروري


اليوم : الاثنين الموافق 15 يوليو 2024


الحمد لله ذي الجلال والإكرام حي لا يموت قيوم لا ينام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك الحليم العظيم الملك العلام، وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله سيد الأنام والداعي إلى دار السلام صلى الله عليه وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان، ثم أما بعد، لقد تجلت إنسانيته صلي الله عليه وسلم يوم فتح مكة، وقد فعل أهلها به وبأصحابه ما فعلوا، فقال عمر بن الخطاب رضى الله عنه، لما كان يوم الفتح ورسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة أرسل إلى صفوان بن أمية، وإلى أبي سفيان بن حرب، وإلى الحارث بن هشام، قال، عمر، فقلت لقد أمكنني الله منهم، لأعرفنهم بما صنعوا، حتى قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "مثلي ومثلكم كما قال يوسف لإخوته، لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين" 


فقال عمر رضى الله عنه فانفضحت حياء من رسول الله صلي الله عليه وسلم من كراهية أن يكون بدَر مني، وقد قال لهم رسول الله صلي الله عليه وسلم ما قال "سبل الهدي والرشاد" فانظر إلى الفاروق عمر بن الخطاب رضى الله عنه، كان يريد أن يأخذ بثأره منهم ويرد لهم الصاع وكان شاهرا سيفه ينتظر القرار بضرب أعناقهم واحدا تلو الآخر فهم الذين آذوهم وطردوهم من مكة لذلك يقول، لقد أمكنني الله منهم، لأعرفنهم بما صنعوا، ولكن عفا النبى صلى الله عليه وسلم عنهم وأظهر حلمه وإنسانيته تجاه أعدائه، ومن معالم إنسانيته الرائعة أنه رغم خلافه مع قومه وظلمهم له، وتعديهم عليه، وتآمرهم بالقتل والإبعاد والتحريض إلا أنه لم يضق صدره بهم ذرعا، ودعا عليهم بل كان يفتح يديه، ويبتهل إلى ربه ويدعوا لهم بالهداية، وكاد صلى الله عليه وسلم. 


أن يهلك نفسه من الحسرة والألم وكثرة الفكر، وطول الهم، وبذل الجهد عله أن ينقذ حياتهم من الكفر وآخرتهم من النار، ولم يكتف بذلك بل من معالم إنسانيته أنه كان يزور مرضى غير المسلمين، فقد وصلت الإنسانية في حياة النبي صلى الله عليه وسلم أقصاها حتي يقدم الجانب الإنساني نحو الأبوين علي بعض التكاليف الهامة في مصير الأمة مثل الجهاد في بعض الحالات الاستثنائية، وإن بسمة تعلو شفتي أب حنون، وتكسو وجه أم متلهفة، لا تقدر عند النبي محمد صلى الله عليه وسلم بثمن، حتى حينما يكون الثمن جهادا في سبيل الله، يثبت دعوته، وينشر في الآفاق البعيدة رايته، وحينما تتم العبادة على حساب رحمة الوالدين تتحول إلى عقوق، والنبي صلى الله عليه وسلم يركز على الرحمة والإنسانية تركيزا شديدا كلما اشتدت إليها الحاجة.


ولم تقتصر إنسانيته صلى الله عليه وسلم على عالم الإنسان بل امتدت إلى عالم الحيوان والجماد، فكان صلى الله عليه وسلم يعتبر الحيوان كيانا معتبرا ذا روح يحس بالجوع ويشعر بالعطش، ويتألم بالمرض والتعب، ويدركه ما يدرك الإنسان من أعراض الجسد، لذا رأيناه صلى الله عليه وسلم تتألم نفسه ويرق قلبه لحيوان ألم به الجوع ونال منه الجهد، ونعلم جميعا قصة حنين الجذع شوقا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانظر كيف تعامل النبى صلى الله عليه وسلم مع عالم الحيوان والجماد مراعيا المشاعر الإنسانية بل أمر بجذع النخلة أن يدفن تكريما له كبني الإنسان، لذلك كان الحسن إذا حدث بهذا الحديث بكى ثم قال يا عباد الله الخشبة تحن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم شوقا إليه لمكانه من الله عز وجل، فأنتم أحق أن تشتاقوا إلى لقائه.

التعليقات



جريدة الراصد24

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

جريدة الراصد 24

2020