إياكم من الضريع والزقوم والحميم والسلاسل. جريده الراصد24 -->
جريدة الراصد 24 جريدة الراصد 24

داخل المقال

جاري التحميل ...

إياكم من الضريع والزقوم والحميم والسلاسل. جريده الراصد24

 

إياكم من الضريع والزقوم والحميم والسلاسل. جريده الراصد24

بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الجمعة الموافق 23 أغسطس 2024

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا أما بعد، تأهبوا أيها الناس للإنتقال من دار الرحيل والزوال، وتنافسوا في إكتساب ما يوصل إلى دار المقيل والظلال، وارغبوا في صالح الأعمال، واعلموا أنكم عما قليل راحلون، وإلى الله صائرون، ولا يغني هنالك عمل إلا صالح قدمتموه، أو حسن ثواب أحرزتموه، فإنكم تقدمون على ما قدمتم، وتجازون على ما أسلفتم، فلا تصدنكم زخارف دنيا دنية عن مراتب جنات علية، واكتسبوا مراضي الرحمن، فإنها أربح المكاسب، واجتنبوا موارد العصيان، فإنها وخيمة العواقب، وحاذروا مواعيد الآمال فإنها آمال كواذب، فإن الله سبحانه وتعالى خلق الخلق ليعبدوه، ويعرفوه ويخشوه ويخافوه. 


ونصب لهم الأدلة الدالة على عظمته وكبريائه ليهابوه، ويخافوه خوف إجلال، ووصف لهم شدة عذابه، ودار عقابه التي أعدها لمن عصاه ليتقوه بصالح الأعمال، ولهذا كرر سبحانه وتعالى في كتابه ذكر النار وما أعده فيها لأعدائه من العذاب والنكال والأغلال، وما احتوت عليه من الضريع والزقوم والحميم والسلاسل والغساق والغسلين، وغير ذلك مما فيها من الأهوال والفظائع والعظائم، ودعا عباده بذلك إلى خشيته وتقواه، والمسارعة إلى امتثال ما يأمر به ويحبه ويرضاه، واجتناب ما ينهى عنه ويكرهه ويأباه، فأنت من الورود على يقين، ومن النجاة في شك، وفي هذا يقول علقمة بن أبي وقاص رحمه الله كان عمر يقرأ في صلاة العشاء الآخرة بسورة يوسف، وأنا في مؤخرة الصفوف حتى إذا ذكر يوسف سمعت نشيجه، والنشيج هو الصوت الذي يرافق البكاء. 


فهذا هو عمر المبشر بالجنة والذي إذا رآه الشيطان يسلك فجا سلك فجا آخر، إلى غير ذلك من مناقبه المدونة في الصحيحين وغيرهما حاله هكذا في الخوف من الله تعالى، وقال زهير بن حيان، قال ابن عباس رضي الله عنهما دعاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فأتيته، فإذا بين يديه نطع عليه الذهب منثور نثر الحثى، قال زهير، فقال ابن عباس يا زهير، هل تدري ما الحثى؟ قلت لا، قال التبن، ثم قال، قال عمر هلم فاقسم هذا بين قومك، فالله أعلم حيث زوى هذا عن نبيه صلى الله عليه وسلم، وعن أبي بكر، فأعطيته، لخير أعطيته، أم لشر؟ قال فأكببت عليه أقسم وأزيل، فسمعت البكاء، فإذا صوت عمر يبكي ويقول في بكائه كلا، والذي نفسي بيده ما حبسه عن نبيه صلى الله عليه وسلم، وعن أبي بكر إرادة الشر لهما، وأعطاه عمر إرادة الخير له.


ويقول ابن عباس رضي الله عنهما دخلت على عمر حين طعن، فقلت أبشر يا أمير المؤمنين، والله لقد مصّر الله بك الأمصار، وأوسع بك الرزق، وأظهر بك الحق، ودفع بك النفاق، فقال عمر أفي الإمارة تثنى علي يا ابن عباس؟ قال نعم يا أمير المؤمنين، وفي غيرها، قال فوالذي نفسي بيده لوددت أن أنجو منها كفافًا، لا أؤجر ولا أوزر، والله لوددت أني خرجت منها كما دخلت فيها، لا أجر ولا وزر، والله لو كان لي ما طلعت عليه الشمس لافتديت به من هول المطلع" فاللهم أصلح أولادنا واجعلهم قرة عين لنا في الحياة وبعد الممات، اللهم ردهم إليك ردا جميلا اللهم اشرح صدورهم للحق ووفقهم للطاعة وأصرف عنهم أصدقاء السوء واجعلهم من الراشدين، هذا وصلوا وسلموا على محمد بن عبد الله نبي الرحمة صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين.

التعليقات



جريدة الراصد24

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

جريدة الراصد 24

2020