كتبت /عبير حافظ
فٍكر أصبح يسيطر على شريحة كبيرة من الأفراد .
يتم انتقاء صورة محددة خرجت بشكل مناسب من وسط مجموعة صور غير مناسبة .. باستخدام الفلتر أو بضربة حظ .
وتستخدم كوسيلة دفاعية ضد تنمر المحيطين الدائم بسبب عادات فكرية ، وموروثات عقائدية .. وتكمن الطامة الكبرى هنا عندما تصبح وسيلة لإثبات الفرد حقيقة _ يرجوها _غير موجودة يقنع بها الآخرين ويتابع تجاوبهم معها ،ثم يعود خالي الوفاض لأنه أكتر واحد عارف أنها حقائق مزيفة .
وهذا يوضح لنا السبب الرئيسي لركض البعض طوال الوقت وحتى عمر متقدم خلف نفس الأهداف ، بل ويحاربون أجيال أتت في ترتيبها الطبيعي لتلك المرحلة ..لكنهم يتمسكون بموضع بات أصغر منهم ،والمفروض أنهم (كبرو عليه مقاما) لكنهم لم يتخطوه ، لم يشعرو بإشباع نفسي ولم يرضوا عن أنفسهم .
حالة من الخواء.
تماما كالذي يأكل (شيبسي بطعم الكباب) لسنوات طويلة، لكنه لم يذق (الكباب) من قبل .. سيظل متلهفا عليه حتى إذا وجد عاملا بسيطا راح يشتريه بمبلغ مالي اقتطعه من مكافئة ،أو (جمعية) أنفق فيها شهريا جزء من دخله على سبيل المثال .. سيحقد عليه ويتنمر ، وقد يتهمه بالتبذير وعدم التوفيق في إنفاق المال.
سيؤنبه ويتكلم عنه ،ويشيع بين المقربين أنه شخص مُبذر "وعمره ما هيتقدم" واتهامات كتير يسقط عليه من خلالها عقده القديمة من الحرمان بغرض تشويه صورته أمام الناس .. يتمنى لو يختفى هذا الشخص عن الأنظار ..وقد يحاول بعدها أن يذهب لنفس المطعم ويلتقط لنفسه صورة وهو يتناول (الكباب) ،ينشرها ويشاركها مع الأصدقاء ليخبر الجميع "انظرو ها أنا قد أكلت الكباب" .. وسينصب اهتمامه على التأكد من وصول الصورة لأكبر عدد ممكن من المتابعين، أكثر من اهتمامه بالاستمتاع أثناء تناوله الوجبة .
بالرغم أنه غالبا أعلى منه كمستوى مادي في الوقت الحالي ، لكنه لا يمتلك مهارة استخدام الأشياء ويتركها تستخدمه .
لا يدرك مدى مواهبه وامكانياته، ولا إدارة موارده وكيفية توظيفها لصالحة .وقد لا يمتلك الموهبة من الأساس (فيظل جائعا ولن يشبع ) إنما الشبع واكتمال النبية بشكل صحي سليم يتم منذ نعومة الأظافر ، وما يطرأ على الجسد من نقص على المدى البعيد يتم علاجه بالمسكنات والمكملات الغذائية .
لذلك يظل يلهث في طريق غير مناسب لوجهة لو وفق إليها منذ البداية لكان في مكان آخر من العالم يرضى فيه عن نفسه حتى لو كان في الظل.