الشيطان يثبطك عن الخيرات. جريده الراصد24 -->
جريدة الراصد 24 جريدة الراصد 24

داخل المقال

جاري التحميل ...

الشيطان يثبطك عن الخيرات. جريده الراصد24

الشيطان يثبطك عن الخيرات. جريده الراصد24

 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الثلاثاء الموافق 27 أغسطس 2024

الحمد لله أحاط بكل شيء خبرا، وجعل لكل شيء قدرا، وأسبغ على الخلائق من حفظه سترا، أحمده سبحانه وأشكره وأتوب إليه وأستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، أرسله إلى الناس كافة عذرا ونذرا صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه، أخلد الله لهم ذكرا وأعظم لهم أجرا، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين ثم أما بعد أنه لا ينبغي لك أبدا أن تترك شيئا من الأعمال الصالحة مخافة الرياء، أو مخافة أن يراك الناس، وهذا من المزالق الخطرة التي يحاول الشيطان أن يجرّ إليها بعض الناس، فيخوفهم من الرياء وعواقبه، ليحجزهم عن العمل الصالح ويثبطهم عنه، ولذلك حذر السلف الصالح من ترك العمل خوف الرياء فقالوا "العمل من أجل الناس شرك، وتركه من أجل الناس رياء" 


فإحذر أخي الكريم من أن يتسلل الشيطان إليك من هذا الباب ويثبطك عن الخيرات، وجاهد نفسك على الدوام بتذكر النية الصالحة، وإخلاص العمل لوجه الله، ولا بأس عليك في أن تذكر للآخرين الأقربين الأعمال الصالحة التي تظن أنها ستنتفع بذكرك لها، كالاقتداء والتأسي ونحو ذلك، أما إذا لم تكن ثم مصالح، فالأولى للإنسان أن ما خفي على الناس ألا يحدث به أحدا حتى يدرب نفسه، ويعوّدها على إخلاص العمل لله وكتمه عن أعين الناس، وأكثر من الأعمال التي تكون بعيدة عن العيون، كالصلاة لا سيما في الليل، ونحو ذلك من الأعمال، فتلك أعمال تدربك على الإخلاص وتقوّي قلبك عليه، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث "ولا تعجز" يعني استمر في العمل ولا تعجز، وتتأخر، وتقول إن المدى طويل والشغل كثير.


فما دمت صممت في أول الأمر أن هذا هو الأنفع لك واستعنت بالله وشرعت فيه فلا تعجز، وهذا الحديث في الحقيقة يحتاج إلى مجلدات يتكلم عليه فيها الإنسان لأن له من الصور والمسائل ما لا يحصى، منها مثلا طالب العلم الذي يشرع في كتاب يرى أن فيه منفعة ومصلحة له، ثم بعد أسبوع أو شهر يمل، وينتقل إلى كتاب آخر، هذا نقول عنه إنه إستعان بالله وحرص على ما ينفعه ولكنه عجز، كيف عجز؟ بكونه لم يستمر، لأن معنى قوله صلى الله عليه وسلم "لا تعجز" أي لا تترك العمل بل ما دمت دخلت فيه على أنه نافع فاستمر فيه، ولذا تجد هذا الرجل يمضي عليه الوقت ولم يحصل شيئا لأنه أحيانا يقرأ في هذا، وأحيانا في هذا، حتى في المسألة الجزئية تجد بعض طلبة العلم مثلا يريد أن يرجع مسألة من المسائل في كتاب، ثم يتصفح الكتاب، يبحث عن هذه المسألة. 


فيعرض له أثناء تصفح الكتاب مسألة أخرى يقف عندها، ثم مسألة ثانية، فيقف عندها، ثم ثالثة، فيقف، ثم يضيع الأصل الذي فتح الكتاب من أجله، فيضيع عليه الوقت، ولهذا كان من هدي الرسول عليه الصلاة والسلام أن يبدأ بالأهم الذي تحرك من أجله، ولذلك لما دعا عتبان بن مالك الرسول صلى الله عليه وسلم، قال له أريد أن تأتي لتصلي في بيتي لأتخذ من المكان الذي صليت فيه مصلى لي، فخرج النبي عليه الصلاة والسلام ومعه نفر من أصحابه، فلما وصلوا، إلي بيت عتبان واستأذنوا ودخلوا، وإذا عتبان قد صنع لهم طعاما، ولكن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يبدأ بالطعام، بل قال "أين المكان الذي تريد أن نصلي فيه؟" فأراه إياه، فصلى، ثم جلس للطعام، فهذه دليل على أن الإنسان يبدأ بالأهم، وبالذي تحرك من أجله من أجل ألا يضيع عمله سدى.

التعليقات



جريدة الراصد24

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

جريدة الراصد 24

2020