من حياة أفعى ... جريدة الراصد 24 -->
جريدة الراصد 24 جريدة الراصد 24

داخل المقال

جاري التحميل ...

من حياة أفعى ... جريدة الراصد 24


 

بقلم الكاتبة: رحاب السيد ..


كان يا مكان في حديث العصر والزمان كان هناك في وسط المدينة بيت ملئ بالسكان من الطيور والحيوانات وكان يسكن هذا البيت أيضاً أفعى ،، 

وكان لدي الأفعى مرآة تحدثها كثيراً وما كان لديها إلا سؤال واحد للمرآة ألا وهوا " هل هناك على وجه الأرض من هو أجمل مني ؟؟ "  وكان رد المرآة دائماً نعم هنا فلان وفلان ،، ألم يخلق الله جميل غيرك !!


هناك من جمال الله في كل مكان ..  وهنا كان رد الأفعى لا ،، لا يجب أن يكون على الأرض جميل غيري ..

فتعاود الأفعى وتسأل المرآة ،، " يا مرآتي هيا اخبريني من أجمل مني في هذا المكان ؟؟ "  

فتجيب المرآة: هناك العصفور إنه رقيق زو أجنحة مزرغشة وريش ولون جميل ،، يصدر صوت وزقزقات عزبة يقف على الشرفات صباحاً ،، يستفتح بطلعته البهية الناس يومهم ،، فيكونون أكثر تفاؤل وحبا للحياة ..


فما يكون من الأفعى إلا هذه الكلمات: لا ،، لا يجب أن يكون على الأرض جميل غيري ..

وما من الأفعى إلا أن تدبر المكائد والحيل لقتل كل ما هو جميل مثل العصفور .. 

ثم ....... تعاود الأفعى لتسأل المرآة مرة أخرى نفس السؤال ،،

ودائماً تجيب المرآة نعم ..


هذه المرة قالت المرآة إنه الأرنب كائن جميل يتغذى على الخضروات ما رأيت في جمال ونعومة فروه حيوان ،، وما كان من الأفعى إلا الإسراع نحو الأرنب ومن ثم تدبير المكائد والحيل لقتله ،، حتى لا يكون هناك جميل غيرها..


ومن ثم الإسراع إلى مرآتها للسؤال مرة أخرى عن إذا ما كان هناك جميل للتخلص منه..

وتلك المرة أجابت المرآة نعم: هناك حيوان يدعى غزال حقاً مظهره جميل ولحمه طيب يحبه ويأكله الناس ،، تراه يجرى وسط الحقول مخلوق رائع وجميل ،، فتسرع الأفعى لقتله حتى لا يكون هناك أجمل منها..

وهكذا .......... ....... ...... ......


عاشت الأفعى حياة إجرامية وذلك لعدم قنوعها بما آتاها الله من جمال ،، إنها ما نظرت لما بها من جمال يوماً ،، ولكن دائماً كانت تنظر لما عند غيرها من جمال .. 


لو كانت الأفعى رأت ما بها من جمال لكانت رأت جلدها ذات الألوان الزاهية والملمس الرائع والمميز ،، لكانت رأت ما بجلدها من قوة ومتانه ،،  لكانت علمت أنه يستخدم في صنع أثمن الأشياء التي يستخدمها الإنسان ..


من نظر لجمال غيره حُرِمَ متعة الإحساس والتلذذ بجمالهِ ..


بقلم الكاتبة: رحاب السيد "عطر اللافندر" ..

التعليقات



جريدة الراصد24

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

جريدة الراصد 24

2020