جنود ينصر الله به المؤمنين جريدة الراصد 24 -->
جريدة الراصد 24 جريدة الراصد 24

داخل المقال

جاري التحميل ...

جنود ينصر الله به المؤمنين جريدة الراصد 24


كتب أشرف ماهر ضلع          

                   


        


                               *الرعب*


 كان الرعب أحد جنود الرحمن سبحانه وتعالى في يوم بدر ، وكان الرعب سبباً من أسباب النصر ؛ روى البخاري ومسلم رحمهما الله عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : قال رسول الله ﷺ : *" نُصِرْتُ بِالرُّعَبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ "* .

 وفي رواية أحمد رحمه الله : *" وَلَوْ كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ مَسِيرَةُ شَهْرٍ "* .

 فقبْل أن يصل رسول الله ﷺ إلى العدوِّ بمسيرة شهر يدخل في قلوبهم الرعب ، فالرعب يدخل في قلوب كل الناس ، ولكن العجيب أن يدخل في قلب القويّ فيخاف من الضعيف ، وأن يدخل الرعب في قلب الكثير فيخاف من القليل ، أو يدخل الرعب في قلب المدجج بالسلاح فيخاف من الأعزل ، وإننا نرى طفلاً صغيراً يحمل حجراً ، ويهدد به جنديًاً مدججاً بالسلاح ، فيخاف أن يخرج من عربته المصفَّحة ، قال تعالى عن جيش المشركين في يوم بدر في سورة الأنفال :

 *{ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ }* سورة الأنفال 

 فقد كان جيش الكافرين ثلاثة أضعاف المسلمين يوم بدر ، ولكن الله سبحانه ألقى الرعب في قلوب الكافرين ، وقد رأينا الصواريخ وهي تضرب رجلاً أعزلَ قعيداً على كرسيّ متحرّك ، ونرى فرقة عسكرية كبيرة تهاجم رجلاً أعزلَ في منزله ، ويجب ألا نتعجب من ذلك ؛ لأن الله العزيز ملأ قلوبهم بالرعب .


                            *الطمأنينة*


 ألقى الله عز وجل الطمأنينة والأمان الذي يصل إلى حدِّ النعاس في قلوب المؤمنين ، والقلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء ، يقول تعالى :

 *{ إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ }* سورة الأنفال 

 فالله تعالى كما أنزل الرعب في قلوب الكافرين ، أنزل الطمأنينة في قلوب المؤمنين . 


                              *المطر*


 أحد جنود الرحمن جل جلاله في يوم بدر ، فالله سبحانه قد أنزل المطر على المؤمنين هيّناً لطيفاً على منطقة ، وأنزله وابلاً شديداً في صورة سيل في منطقة أخرى ، حتى يتطهر المسلمون ، وتدخل الطمأنينة في قلوبهم ، كما يقول تعالى :

 *{ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ }* سورة الأنفال 

 فأطفأ الله عز وجل بالمطر الغبار ، وتلبدت به الأرض ، وطابت نفوسهم ، وثُبِّتت به أقدامهم ؛ يقول تعالى :

 *{ وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ }* سورة الشُّورى 

 فالمطر كان رحمةً بالنسبة للمسلمين ، وبالاً على الكافرين ، سبحان الله !


                *التقليل والتكثير في الأعداد*


 فالله تبارك وتعالى جعل المسلمين يرون الكافرين قلة ، وكذلك رأى المشركون المسلمين قلة ، وكان هذا لحكمة يعلمها الله الحكيم حتى تقع الحرب بين الطرفين ؛ لأن الله سبحانه يدبِّر مكيدة للكافرين ، حتى يطمعوا في إنشاب القتال ، فيشربوا كؤوس المنايا مكان الخمر ، ويسمعوا صليل السيوف مكان القيان ، يقول تعالى :

 *{ إِذْ يُرِيكَهُمُ الله فِي مَنَامِكَ قَلِيلاً وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَلَكِنَّ الله سَلَّمَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ }* سورة الأنفال 

 فقد رأى النبي ﷺ المشركين قلة في منامه ، وكان هذا لإدخال السرور على قلب رسوله ﷺ ، ورأى المسلمون المشركين قلة في أعينهم ، كما رأى المشركون المسلمين قلة في أعينهم ، وكان هذا لحكمة يريدها الله عز وجل من إنشاب القتال بين الفريقين ، يقول تعالى :

 *{ وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلاً وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ الله أَمْرًا كَانَ مَفْعُولاً وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ }* سورة الأنفال 

 وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : قلت لرجل إلى جنبي : أتراهم سبعين ؟ قال : أظنهم مائة ، فالصحابة رضوان الله عليهم كانوا يرون المشركين لا يتجاوزون المائة ، وكذلك رأى المشركون المسلمين عدداً قليلاً لا يتجاوز المائة ، يقول تعالى في سورة الأنفال :

 *{ وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلاً وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ الله أَمْرًا كَانَ مَفْعُولاً وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ }* سورة الأنفال


وكان أبو جهل يقول عن عدد المسلمين : إنما هم أكلة جزور ، أي أن المسلمين لا يتجاوزون ا

لمائة أو أقل ، ويقول تعالى في سورة آل عمران :

 *{ قَدْ كَانَ لَكُمْ آَيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَالله يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لأُولِي الأَبْصَارِ }* سورة آل عمران 

 فكل فريق كان يرى الفريق الآخر أقل مما هو عليه ، وبعد بدء المعركة دخل في روع المشركين أن المسلمين ضعف المشركين ، أي يصل عددهم إلى ألفين ، سبحان الله ! يقول تعالى عن ذلك :

*{ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَالله يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لأُولِي الأَبْصَارِ }* سورة آل عمران 

 *رأى المشركون جيش الإيمان يصل إلى ألفين ، ويرونهم رأي العين ، ومع أن المخابرات الإسلامية قد حددت عدد المشركين بين التسعمائة والألف ، إلا أن المسلمين رأوهم قلة لا يتجاوزون المائة ، وفي هذا عِبْرة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد* .

التعليقات



جريدة الراصد24

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

جريدة الراصد 24

2020