يقول الله عز وجل في كتابه العزيز{ بسم الله الرحمن الرحيم ، لا أقسم بهذا البلد1 و أنت حل بهذا البلد 2 و والد و ما ولد 3 لقد خلقنا الإنسان في كبد 4} . صدق الله العظيم.
خلق الإنسان في كبد.
الإنسان ، اسم جنس يشمل كل واحد من بني آدم
في كبد، المعنى الأول ، في استقامة أي خلق على أكمل وجه في الخلقة مستقيما، يمشي على قدميه ، ويرفع رأسه، و بدنه معتدل، عكس البهائم الرأس على حذاء الدبر
المعنى الثاني، مكابدة الأشياء و معاناتها، فهو أي الإنسان ،خلق في كبد ، يكابد أمر الدنيا و يعاني المشقة في أمورها، من أول نفس إلى آخر نفس، مشقة تبدأ من الضيق الذي عليه الجنين في رحم أمه، و ظلماته الثلات، وخروج الرضيع إلى الدنيا ليكبر و يشتد عوده، يطلب الرزق، و يصلح الحرث ، كما هو الحال في معاناته مع نفسه و مجاهدتها على طاعة الله، و اجتناب المعاصي.
الكبد في اللغة..المشقة و المعاناة، من فعل كابد يكابد مكابدة، فهو مكابد و المفعول مكابد بفتح الباء، فكابد الخطر أي تكبده قاسى و عانى شدته، و تحمل مشاقه وركب هوله و صعوبته ، فقيل أيظا...الكبد الإستواء و الإستقامة.
{يا أيها الإنسان ماغرك بربك الكريم الذي خلقك فسواك فعدلك} .
إنه الإنسان يعايش الكبد في أطوار حياته كلها، يلاقي عظيم المشاق و الصعوبات و الإبتلاءات، حتى خروجه منها، هو مخلوق لرسالة، يمتحن في الدنيا و يكابد مشاقها ، يكابد حين يتعلم يكابد حين يفكر ، وفي كل تجربة جديدة له فيها نصب و كبد.
{يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه} .
أبو سلمى
مصطفى حدادي.