الجمعيات الخيرية بين التضامن الإجتماعي والكسب الخفي جريدة الراصد 24 -->
جريدة الراصد 24 جريدة الراصد 24

داخل المقال

جاري التحميل ...

الجمعيات الخيرية بين التضامن الإجتماعي والكسب الخفي جريدة الراصد 24




هاني توفيق 


تُعتبر الجمعيات الخيرية أحد الوسائل الأساسية في المجتمعات لتقديم الدعم والمساعدة للفئات المحتاجة والمهمشة. ومع ذلك، فإن هناك حالات من الفساد التي قد تنخرط فيها بعض الجمعيات، مما يثير القلق حول مدى الشفافية والمصداقية في إدارة الأموال والتبرعات. وفي هذا المقال، سنستعرض بعض أشكال الفساد في الجمعيات الخيرية، وآثاره السلبية على المجتمع، وسبل الحد منه.


أشكال الفساد في الجمعيات الخيرية:


1. إساءة استخدام التبرعات:

   قد تقوم بعض الجمعيات بتوجيه التبرعات لغايات غير تلك التي جُمعت من أجلها، مثل تمويل مشاريع شخصية أو استثمار الأموال في أنشطة غير مشروعة. يمكن أن تشمل هذه الأنشطة صرف الأموال على رواتب باهظة لموظفي الجمعية أو توجيهها لأغراض شخصية.


2. التضليل المالي:

   تقوم بعض الجمعيات بإخفاء المعلومات المالية أو تقديم تقارير غير شفافة حول كيفية توزيع الأموال. قد تُظهر السجلات أن الأموال قد استخدمت في مشاريع خيرية، في حين يتم تحويل جزء منها لغايات أخرى. هذا التضليل يُعد شكلاً خطيرًا من أشكال الفساد.


3. تضارب المصالح:

   قد ينخرط بعض المسؤولين في الجمعيات الخيرية في صفقات ومشاريع تحقق لهم مصالح شخصية، مثل الاستعانة بشركات مملوكة لأقارب أو أصدقاء لتنفيذ مشاريع الجمعية، مما يؤدي إلى فساد محتمل في عملية توزيع الأموال والموارد.


4. التوظيف غير العادل:

   بعض الجمعيات قد تلجأ إلى توظيف أفراد بناءً على العلاقات الشخصية أو العائلية، بدلاً من الكفاءة والخبرة. هذا النوع من المحسوبية يؤدي إلى تدهور جودة الخدمات التي تقدمها الجمعية، ويضعف الثقة العامة فيها.


الآثار السلبية للفساد:


فقدان الثقة: 

  عندما ينكشف الفساد داخل جمعية خيرية، يفقد المجتمع ثقته في تلك الجمعية وفي الجمعيات الخيرية بشكل عام. هذا قد يؤدي إلى تراجع التبرعات والدعم، مما يضر بالفئات المستفيدة التي تعتمد على هذه الجمعيات في توفير احتياجاتها الأساسية.

  

تفاقم الفقر: 

  الفساد يؤدي إلى هدر الموارد الموجهة للفئات الفقيرة، مما يفاقم من أوضاعهم ويزيد من معاناتهم. في حالة سرقة أو سوء إدارة التبرعات، قد يجد المحتاجون أنفسهم في مواقف أكثر سوءًا.


إعاقة التنمية: 

  الجمعيات الخيرية تلعب دورًا مهمًا في دعم التنمية المحلية، مثل بناء المدارس والمستشفيات وتوفير الرعاية الصحية. عند تعرض هذه المشاريع للفساد، يتم إعاقة تحقيق أهداف التنمية المستدامة.


سبل الحد من الفساد:


1. الشفافية المالية:

   يجب على الجمعيات الخيرية تقديم تقارير مالية دورية وعلنية توضح كيفية إدارة الأموال. يمكن أن يشمل ذلك نشر تفاصيل حول المشاريع المنفذة، وحجم الإنفاق، والجهات المستفيدة من التبرعات.


2. المراقبة والمحاسبة:

   من الضروري وجود هيئات رقابية مستقلة تقوم بمراجعة أنشطة الجمعيات الخيرية والتأكد من التزامها بالقوانين والمعايير الأخلاقية. يمكن أيضًا تفعيل آليات المحاسبة لضمان محاسبة كل من يثبت تورطه في أي شكل من أشكال الفساد.


3. تعزيز الحوكمة:

   يتطلب الحد من الفساد في الجمعيات الخيرية تعزيز نظم الحوكمة الداخلية، بحيث تكون هناك ضوابط وإجراءات تضمن حسن إدارة التبرعات والمشاريع. يجب أن تكون هناك لجان مستقلة للإشراف على أنشطة الجمعيات ومراجعة قراراتها.


4.التوعية المجتمعية:

   يجب على المجتمع أن يكون واعيًا بأهمية مراقبة الأنشطة الخيرية والتأكد من الشفافية في التعامل معها. يمكن للأفراد أن يسهموا في الحد من الفساد من خلال المطالبة بمزيد من الشفافية والمساءلة من الجمعيات الخيرية التي يدعمونها.


الخلاصة:


الفساد في الجمعيات الخيرية يشكل تهديدًا مباشرًا على الفئات المحتاجة وعلى المجتمع ككل. من الضروري اتخاذ خطوات جادة للحد من هذا الفساد من خلال تعزيز الشفافية والمحاسبة، وتشجيع الحوكمة الرشيدة. بهذا، يمكن للجمعيات الخيرية أن تواصل دورها النبيل في دعم التنمية وتقديم الدعم للمحتاجين بشكل نزيه وفعال.

التعليقات



جريدة الراصد24

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

جريدة الراصد 24

2020