طاقة جبارة من القلب جريدة الراصد 24 -->
جريدة الراصد 24 جريدة الراصد 24

داخل المقال

جاري التحميل ...

طاقة جبارة من القلب جريدة الراصد 24


بقلم / محمـــد الدكـــروري



إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وصفيه وخليله، بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده وعبد ربه مخلصا حتى أتاه اليقين، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين أما بعد فاتقوا الله عباد الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ثم أما بعد في ثلاث وعشرين سنة من رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم شفى الله الناس من أمراض أخطر وأشمل وأعمق مما نحن فيه اليوم، إنه الإيمان الذي غرسه رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفوس هذه الأمة، الإيمان بمفهومه الصحيح.


" تصديق بالجنان ونطق باللسان وعمل بالجوارح والأركان" فالإيمان الذي هو طاقة جبارة من القلب لتحرك جميع أجهزة الجسد، وتنبثق من الفرد لتصنع الأمة بأسرها وتضيء للعالم بأجمعه، إنه طريق الفلاح والخير والسعادة، أحق الناس بسلوكه والوصول من خلاله إلى تلك الغايات العظيمة هو الإيمان قال تعالى " وإن الله لهادي الذين آمنوا إلي صراط مستقيم " والحياة الطيبة التي ينشدها كل إنسان، شرطها الأعظم هو الإيمان والعمل الصالح، فقال تعالى " من عمل صالحا من ذكر أو أنثي وهو مؤمن فلنحييه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون" ومرض الفقر وظنك المعيشة علاجه الإيمان، والذل الضارب بأطنابه على ديار المسلمين.


علاجه والموصل إلى عكسه من العز والمجد والتمكين هو الإيمان بالله تعالي، بل إن الله تعالى هو يتولى الدفاع عنهم فلا يحتاجون إلى مجلس أمن ولا منظمات حقوق إنسان وغير ذالك ممن شرهم أكبر من خيرهم وضررهم أضعاف نفعهم، بل أيها الإخوة إن المتأمل في حال الأمة ليدرك أن معظم ما أصابها هو بتسلط أعدائها عليها ورضوخها لهم وإستسلامهم لهيمنتهم، والذي يرفع عنهم ذلك هو الإيمان، وهذه دعوة الله سبحانه الذي لا يخلف الميعاد فلماذا لا تتحقق لنا تلك الوعود؟ والجواب هو إن تحقيق تلك الوعود مشروط بشروط، متى حققنا تلك الشروط حقق الله لنا الوعود، إن تلك الوعود صادقة ومحققة قطعا متى ما تحقق شرطها، إنه الإيمان الحق. 


الإيمان الذي هو الإسلام في شموله وتوازنه وعمقه وايجابيته، إيمان القرآن والسنة، إيمان الصحابة والتابعين، الذي هو معرفة ونية واعتقاد وعمل، إنه ليس مجرد شعار يرفع أو دعوى تدعى إنه أسلوب حياة متكامل، للفرد وللأمة إنه ضياء ثاقب ينفذ إلى الفكر والعاطفة والإرادة في دنيا الفرد فيجري في كيانه عصارة الحياة، وينشئه من جديد، ويحوله من مخلوق تافه إلى إنسان ذي رسالة وصدق، ومن حيوان أو سبع إلى كائن أقرب للملائكة، ويمتد إلى المجتمع بأشعته الوهاجة المشرقة، فما زال دم الحياة يتدفق في عروقه والعافية تسري في أوصاله فيشفيه وهو سقيم، بل يحييه وهو رميم، فالإيمان الحق هو الذي يخط آثاره في الحياة كلها، ويصبغها بصبغته الربانية في الأفكار والمفاهيم والعواطف والمشاعر والأخلاق والعادات والقيم والقوانين.

التعليقات



جريدة الراصد24

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

جريدة الراصد 24

2020