عاشر من الناس كبار العقول
وجانب الجهال أهل الفضول
و اشرب نقيع السم من عاقل
و اسكب على الأرض دواء الجهول
ومن وصايا الأديب الفد عبد الله بن المقفع من كتابه الشهير الأدب الصغير و الأدب الكبير.
{انظر من صاحبت من الناس، من ذي فضل عليك بسلطان أو منزلة، أو من دون ذلك من الأكفاء و الخلطاء و الإخوان، فوطن نفسك في صحبته على أن تقبل منه العفو و تسخو نفسك عما اعتاض عليك مما قبله، غير معاتب و لا مستبطئ و لا مستزيد ، فإن المعاتبة مقطعة للود، و إن الاستزادة من الجشع، و إن الرضا بالعفو و المسامحة في الخلق مقرب لك كل ما تتوق إليه نفسك مع بقاء العرض و المودة و المروءة}.
هي وصايا من أحد أهم مؤلفاته على الإطلاق و ابن المقفع ( هو أبو محمد عبد الله بن المقفع بالفارسية اسمه روزبه بن داذويه قبل إسلامه ، مفكر فارسي ولد مجوسيا لكنه اعتنق الإسلام، عاصر كلا من الخلافة الأموية و العباسيه( 106/143ه|724/759م). درس الفارسية و تعلم العربيه في كتب الأدباء و اشترك في سوق المربد، نقل من البهلوية إلى العربية و له في الكتب المنقولة الأدب الصغير و الأدب الكبير و من أعماله أيضا مقدمة كلية و دمنة، من الأدباء الموسوعين كان مطلعا على ثقافة الفرس و آدابهم و قارئا لما ترجمه الفرس عن الهنود و شعوب آسيا، إلى جانب ثقافته العربية و نبوغه الأدبي.
قسم ابن المقفع الكتاب إلى مقدمة و جزء أول عنونه ( الأدب الصغير و جزء ثان عنونه الأدب الكبير).
و الأدب الصغير : رسالة قصيرة من 30 صحيفة تناول فيها مجموعة متنوعة من الدروس الخلقية و الإجتماعية
الأدب الكبير: قسمه ابن المقفع إلى قسمين رئيسين ؛ السلطان و الصداقة، وصايا للسلطان أو ولي الأمر و حث لهما على الابتعاد عن الكبر و الظلم و المتملقين و مواعظ عن الصداقة بدأها بفضيلة الوفاء ، ابدل لصديقك دمك و مالك، ثم حث على آداب معاملة الرفيق خاصة الاستماع الجيد و خفض الصوت و عدم تسفيه رأي الجلساء،
و هذه بعض الوصايا من الأدب الصغير
{إذا هممت بخير فبادر هواك لا يغلبك، و إذا هممت بشر فسوف هواك لعلك تظفر ، فإن ما مضى من الأيام و الساعات على ذلك هو الغنم}
ومن أقواله في الأدب الكبير
{إذا وجدنا الناس قبلنا كانوا أعظم أجساما، و أوفر مع أجسامهم أحلاما ، و أشد قوة و أحسنهم بقوتهم للأمور اتقانا، و أطول أعمارا ، و أفضل بأعمارهم للأشياء اختبارا}.
هي ضروب و وجوه من الأدب و الأخلاق ، وحكم جسام من حكم الأولين و قولهم، لهذا فمنتهى علم عالمنا في هذا الزمان ، أن نأخذ من علمهم و نقتدي بسيرتهم.
تمسكوا بالعلم و شدوا حرصكم على العمل
أبو سلمى
مصطفى حدادي.