العادات المخالفة للسنن جريدة الراصد 24 -->
جريدة الراصد 24 جريدة الراصد 24

داخل المقال

جاري التحميل ...

العادات المخالفة للسنن جريدة الراصد 24



بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الاثنين الموافق 9 سبتمبر 2023

الحمد لله على نعمة الإسلام وكفي بها نعمة، وأحمد الله واشكره، فإليه المرجع وإليه المآب، واشهد أن لا إله إلا هو، ولقد جعل الله النهار والليل آية لأولي الألباب، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أما بعد اتقوا الله ربكم حق تقاته، واشكروه على ما أنعم عليكم من النعم، واعبدوا واحمدوا الله، واعرفوا قدر النعم التي أنعمها الله عليكم، واحمده على منه عليكم بمواسم الخيرات والتي تتكرر كل عام، فتوبوا لله توبة نصوحا، ولا تموتن إلا وأنتم مؤمنون ثم أما بعد إن البعض إذا أبصر هنا أعداد المحتفلين داخله الشك وقال لو كان منكر ما فعله الناس كلهم فيقال إن فعل الكثير من الناس لا يدل على انه حق بل قد ذم الله سبحانه الكثرة في القرآن فقال سبحانه " وان تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله " 


وقال الإمام الشاطبي رحمه الله تعالى ولما كانت البدع والمخالفات وتواطأ الناس عليها صار الجاهل يقول ولو كان هذا منكرا لما فعله الناس ثم نقل ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في اقتضاء الصراط المستقيم إن من إعتقد أن أكثر هذه العادات المخالفة للسنن مجمع عليها بناء على أن الأمة أقرتها ولم تنكرها فهو مخطئ في هذا الإعتقاد، فإن لم يزل ولا يزال في كل وقت من ينهى عن عامة العادات المحدثة المخالفة للسنة ولا يجوز دعوى إجماع عمل بلد أو بلاد من بلدان المسلمين فكيف بعمل طوائف منهم، رحمه الله تعالى، وإن مما أحدث الناس في هذه الأزمان ما يقوم به فئام من البشر من الإحتفال في شهر ربيع الأول بمولد النبي صلى الله عليه وسلم حيث يجتمعون في الليلة الثانية عشر منه في المساجد والبيوت. 


فيصلون على النبي صلى الله عليه وسلم بصلوات مبتدعة ويقرؤون مدائح للنبي صلى الله عليه وسلم تخرج بهم إلى حد الغلو الذي نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم وربما صنعوا مع ذلك طعاما فأضاعوا المال والزمان وأتعبوا الأبدان فيما لم يشرعه الرحمن ولو كان خيرا ما حرمه الله سلف هذه الأمة وفيهم الخلفاء الراشدون والأئمة المهديون وما كان الله تعالى ليحرم سلف هذه الأمة ذلك لو كان خيرا، ثم يأتي أناس بعدهم فيحدثون تلك البدعة، فقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وإتخاذ الموالد عيدا بدعة من البدع التي لم يستحبها السلف الصالح ولم يفعلوها ولو كان هذا خيرا محضا أو راجحا لكان السلف رحمهم الله أحق به منا، فإنهم كانوا أشد محبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتعظيما له منا.


وهم على الخير أحرص، ثم أضاف رحمه الله تعالي فأما الإجتماع في عمل المولد على غناء ورقص وإتخاذ ذلك عبادة فلا يرتاب أحد من أهل العلم والإيمان في أن هذا من المنكرات التي ينهى عنها ولا يستحب ذلك إلا جاهل أو زنديق، وإن ادعاء المحبة وإحياء ذكر المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم من خلال الموالد والمحدثات دون أن يكون الإنسان على هديه ونهجه إن إدعاء ذلك من الكذب الصريح، إذ كيف يجتمع حب الرسول صلى الله عليه وسلم ومخالفة أمره وهديه بالإحداث في الدين، بل كيف يجتمع حبه وذكره مع تلك المحرمات التي تفعل في تلك الليلة المزعومة من رقص وخمور ولهو وغناء محرم فيقول تعالي " قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم"

التعليقات



جريدة الراصد24

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

جريدة الراصد 24

2020