الكل تنصل من المسؤولية إلا أصحاب المبادئ النبيلة جريدة الراصد 24 -->
جريدة الراصد 24 جريدة الراصد 24

داخل المقال

جاري التحميل ...

الكل تنصل من المسؤولية إلا أصحاب المبادئ النبيلة جريدة الراصد 24




بقلم: محمد عبدالمجيد هندي


مؤسس ورئيس المجلس القومي للعمال والفلاحين 

تحت التأسيس 


عندما نتحدث عن قضايا الطبقة العاملة والنقابات العمالية المستقلة في مصر، فإننا نواجه تحديات جمة تعكس أزمة أعمق من مجرد نقاشات حول الحقوق والمطالب. إن هذا النقاش لا يقتصر فقط على المطالب المشروعة بل يتعداه إلى معركة أساسية حول مبادئ العدالة والمساواة والتوزيع العادل للثروات. في هذا الإطار، نجد أن هناك تنصلاً مستمراً من المسؤولية من قبل العديد من الأطراف، ولا يبقى في الساحة سوى أولئك الذين يتشبثون بالمبادئ النبيلة.


الواقع المرير للطبقة العاملة


عندما نبحث في أوضاع الطبقة العاملة والنقابات العمالية المستقلة في مصر، نكتشف حقيقة مزعجة: هناك فجوة عميقة بين الواقع وبين التصريحات والوعود التي تُطلق على الساحة العامة. نحن نطالب بالدعم والمساندة لتحقيق العدالة ونصرة المظلومين، سواء كانوا عمالاً أو فلاحين، وفي الوقت ذاته نجد أنفسنا نواجه جداراً صلباً من الإهمال وعدم المبالاة.


على الرغم من الجهود المبذولة لإرساء أسس التعددية النقابية وحماية الطبقة الوسطى، تبقى هذه الجهود عرضة لتحديات كبرى. فالمطالبة بالحقوق المشروعة التي يكفلها الدستور المصري، بما في ذلك جميع التعديلات عليه، والمعاهدات والاتفاقيات الدولية، لا تلقى الاستجابة الكافية أو الدعم الملموس.


التعددية النقابية: ضرورة أم ترف؟


التعددية النقابية ليست مجرد شعار أو مطلباً مرحلياً، بل هي ضرورة حتمية لإرساء نظام عادل وفعال في سوق العمل. التعددية توفر بيئة تنافسية صحية وتحفز على تحسين الظروف المهنية والاجتماعية للعمال. وهي تلعب دوراً محورياً في حماية الحقوق، وتعزيز الحوار الاجتماعي، وضمان تمثيل عادل لمصالح جميع الأطراف.


لكن الواقع يشير إلى أن الجهود المبذولة في هذا الاتجاه غالباً ما تكون محبطة، حيث تعاني النقابات المستقلة من قيود شديدة، بل وحتى مضايقات في بعض الأحيان. هذه القيود تعرقل قدرتها على ممارسة دورها الفعال وتؤثر بشكل مباشر على تحسين أوضاع العمل والعمال.


الأوضاع الاقتصادية: أزمة حقيقية


لا يمكن الحديث عن قضايا العمل دون النظر في السياق الاقتصادي العام. إن الوضع الاقتصادي الحالي في مصر يعكس أزمة حقيقية على جميع الأصعدة. الزيادة الجنونية في الأسعار، والنقص الحاد في السلع الأساسية، والتحديات المرتبطة بالاستيراد، كل هذه العوامل تساهم في تفاقم الأوضاع المعيشية للعمال والفلاحين.


هذه الأوضاع الاقتصادية ليست مجرد أرقام أو إحصائيات، بل هي حقائق ملموسة تؤثر بشكل مباشر على حياة الناس. عندما ترتفع الأسعار بشكل غير مسبوق، فإن ذلك يعني زيادة في معاناة العمال والفلاحين الذين يعانون بالفعل من ظروف عمل صعبة وتحديات اقتصادية كبيرة.


أهمية المبادئ النبيلة في إحداث التغيير


في ظل هذا الوضع المعقد، يبقى هناك أمل في التغيير من خلال الالتزام بالمبادئ النبيلة. إن المبادئ النبيلة لا تعني فقط الالتزام بالقوانين والاتفاقيات، بل تعني أيضاً الإيمان بالعدالة والمساواة والعمل على تحقيقها بغض النظر عن الصعوبات. عندما يتمسكون بهذه المبادئ، فإنهم يساهمون في بناء نظام عادل ومستدام يمكن أن يعالج الأزمات ويحقق التقدم الحقيقي.


الآثار الإيجابية للمبادئ النبيلة


إن احتواء الأهداف النبيلة ومنحها مساحة للتطبيق دون قيود أو شروط يمكن أن يكون له تأثيرات إيجابية كبيرة. فعندما تُرفع القيود عن الحريات النقابية المستقلة ويتم تشجيع التعددية النقابية، فإن ذلك يؤدي إلى تحقيق نتائج رائعة في جميع المجالات. إن رفع هذه القيود يعزز من القدرة على الابتكار والتنمية، ويساهم في تحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية للمجتمع ككل.


التغيير لا يأتي من خلال الكلمات فقط، بل من خلال الأفعال الملموسة والالتزام بالمبادئ الأساسية. إن تعزيز الحريات النقابية، ودعم الحقوق المشروعة، وتحقيق التنمية المستدامة يمكن أن يحدث فرقاً كبيراً في حياة الناس. وهذا يتطلب جهدًا جماعيًا وإرادة قوية من جميع الأطراف المعنية.


إن واقع الطبقة العاملة والنقابات العمالية في مصر يعكس أزمة أعمق من مجرد قضايا حقوقية. إنه يعكس صراعاً من أجل العدالة والمساواة في ظل ظروف اقتصادية صعبة. بينما يتنصل البعض من المسؤولية، يبقى أصحاب المبادئ النبيلة هم الأمل الحقيقي في إحداث التغيير. إن التزامهم بالمبادئ الأساسية والعمل على تحقيق الأهداف النبيلة يمكن أن يحقق نتائج عظيمة ويعزز من فرص التنمية والتقدم في جميع المجالات.


هذا هو الوقت المناسب للتأكيد على أهمية المبادئ النبيلة والتزام جميع الأطراف المعنية بتحقيقها، لضمان تحقيق العدالة والازدهار لجميع أفراد المجتمع.

التعليقات



جريدة الراصد24

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

جريدة الراصد 24

2020