بقلم ; قيادى عمالي مستقل محمد عبدالمجيد هندي
إن العمل النقابي ليس مجرد مهنة أو وظيفة عابرة؛ بل هو رسالة ومسؤولية تنطويان على أبعاد عميقة تتجاوز الحدود المعتادة. هذه المسؤولية تتطلب التزاماً صارماً بالنزاهة والصدق، وتعمل على تحقيق أهداف ذات طابع اجتماعي واقتصادي يتصل مباشرة بحياة ملايين العمال والفلاحين. في زمن تتشابك فيه المصالح وتتعقد فيه الحقائق، يصبح التمسك بالأمانة والشفافية أكثر من مجرد خيار؛ إنه واجب لا يمكن تجاهله.
التحديات التي تواجه العمل النقابي اليوم تتطلب من القائمين عليه أن يكونوا على قدر عالٍ من الوعي والاحترافية. فالبيئة المعقدة التي نعيش فيها تتطلب يقظة دائمة وفهماً عميقاً للحقائق والوقائع، خاصة عندما تزداد محاولات التعتيم والتلاعب بالحقائق. في خضم هذه الصراعات، تبقى الأمانة والشفافية هما السلاحان الرئيسيان للكشف عن الباطل وإرساء الحق. فكلما تزايدت محاولات البعض للتعتيم على الحقائق، يظل الالتزام بالشفافية هو السبيل الوحيد للكشف عن الحقيقة.
من هنا، يمكن القول إن العمل النقابي هو أداة فعالة لتحقيق العدالة والمساواة، إذا ما تم ممارسته بطريقة صحيحة وملتزمة. فالعمل النقابي الناجح هو الذي يركز على مصلحة الأعضاء ويعزز من قدرتهم على الدفاع عن حقوقهم. وهذا لا يتحقق إلا من خلال التزام صارم بالقيم الأخلاقية، وبذل جهد حقيقي لتحقيق العدالة في جميع جوانب العمل.
إن الدفاع عن حقوق الطبقة العاملة وتعزيز القيم الأخلاقية في العمل النقابي يتطلبان شجاعة وإصراراً. فعندما يعمل الأفراد بجد وإخلاص، يظلون منارات تضيء في ظلمات التلاعب والتزييف. الزمن هو الكشاف الحقيقي للحقائق، وهو القادر على تفنيد الزيف وإظهار الحقيقة بوضوح. مهما كانت محاولات البعض للتعتيم أو التلاعب، لا يمكن للحقائق أن تظل مخفية طويلاً. فكلما ارتفعت الأصوات التي تدافع عن الحقيقة، كلما زادت احتمالات كشف الزيف وإظهار الواقع كما هو.
في هذا السياق، يصبح من الضروري أن يتمسك كل فرد بمبادئ النزاهة والشفافية في عمله النقابي. يتطلب ذلك العمل الدؤوب والإخلاص في أداء المهام الموكلة إليهم، وضمان تحقيق العدالة وتوفير الحماية اللازمة للطبقة العاملة فالعمل النقابي هو ميدان يتطلب الشجاعة والالتزام، وليس مجالاً للابتزاز أو التلاعب. من خلال تعزيز القيم العمالية والتمسك بالمبادئ الأخلاقية، يمكن تحقيق أهداف العمل النقابي بنجاح.
إن الفترة الحالية تشهد تحولات كبيرة في مجالات متعددة، وفي هذا الإطار، يتعين على النقابيين أن يكونوا على دراية كاملة بالتحولات الاقتصادية والاجتماعية، وأن يظلوا في صدارة الدفاع عن حقوق الطبقة العاملة. فالمسؤولية التي يحملونها تتطلب منهم الاستمرار في تقديم الدعم والمساعدة لأعضائهم، والعمل على تحقيق التقدم والعدالة في كل المجالات الممكنة.
التزام النقابيين بالنزاهة والشفافية يعزز من مصداقية العمل النقابي، ويزيد من قدرته على التأثير الإيجابي في حياة الأفراد. إن العمل النقابي الناجح هو الذي ينبني على أسس راسخة من الإخلاص والتفاني، ويحرص على تحقيق المصلحة العامة. من خلال هذه القيم، يمكننا أن نواجه التحديات بشكل فعال، وأن نحقق الأهداف المرجوة بكل نجاح.
قيادي عمالي مستقل
محمد عبدالمجيد هندي
مؤسس ورئيس المجلس القومي للعمال والفلاحين تحت التأسيس