مصر ليست حقل تجارب ولا ملهى للعبث: دعوة لإصلاح جذري في إدارة المؤتمرات جريدة الراصد 24 -->
جريدة الراصد 24 جريدة الراصد 24

داخل المقال

جاري التحميل ...

مصر ليست حقل تجارب ولا ملهى للعبث: دعوة لإصلاح جذري في إدارة المؤتمرات جريدة الراصد 24




بقلم : قيادي عمالي محمد عبدالمجيد هندي 


تواجه مصر أزمة حقيقية تتجلى في إهدار الموارد والمال على المؤتمرات التي تُنفق عليها مليارات الجنيهات والدولارات، دون أن تحقق أي نتائج ملموسة تعود بالنفع على الوطن والمواطنين. إن المؤتمرات التي تُعقد بشكل متكرر تفتقر إلى الفعالية، ويبدو أن الأهداف الحقيقية وراءها تُدفن تحت أكوام من الصور التذكارية والخطابات الرنانة، بينما تظل نتائجها بعيدة عن تحقيق أي تقدم حقيقي.


كممثل للعمال والفلاحين في مصر، وبصفتي مؤسس ورئيس المجلس القومي للعمال والفلاحين تحت التأسيس، أوجه دعوة ملحة لإصلاح جذري في طريقة إدارة المؤتمرات. يجب أن نعيد تقييم كيف تُعقد هذه الفعاليات، وكيف تُنفَق الأموال عليها، وكيف تُنفذ التوصيات الصادرة عنها. 


في هذا السياق، أطرح النقاط التالية كإصلاحات ضرورية لتحقيق أهداف المؤتمرات بشكل فعّال.


أسباب الأزمة في إدارة المؤتمرات


1. عدم وجود متابعة حقيقية: 


تفتقر المؤتمرات في مصر إلى متابعة فعالة لتوصياتها. بعد كل مؤتمر، تُترك التوصيات لتتراكم في أدراج النسيان، دون تنفيذ ملموس أو متابعة حقيقية.


2.التركيز على الظهور الإعلامي: 


يُركز تنظيم المؤتمرات بشكل مفرط على الظهور الإعلامي والأنا الفردية، بدلاً من التركيز على تحقيق الأهداف الحقيقية.


3. عدم وضوح الأهداف: 


كثير من المؤتمرات تعاني من غموض في الأهداف والنتائج المتوقعة، مما يؤدي إلى عدم تحقيق أي تقدم ملموس.


4. غياب الشفافية والمساءلة: 


تفتقر معظم المؤتمرات إلى الشفافية والمساءلة بشأن كيفية استخدام الموارد وتطبيق التوصيات.


الإصلاحات المطلوبة


1.تحديد آلية تنفيذ وتقييم واضحة: 


يجب وضع آلية واضحة لتنفيذ التوصيات وتقييم نتائج المؤتمرات. يتطلب ذلك فرق عمل متخصصة لمتابعة كل توصية وتقديم تقارير دورية حول التقدم المحرز.


2.تحديد أهداف عملية وقابلة للتنفيذ: 


ينبغي أن تتم صياغة أهداف عملية واضحة وقابلة للتنفيذ لكل مؤتمر، مع وضع خطة عمل تشمل المسؤوليات، والموارد المطلوبة، والأطر الزمنية.


3.تعزيز الشفافية والمساءلة: 


من الضروري تعزيز الشفافية في جميع مراحل تنظيم المؤتمرات، بما في ذلك استخدام الأموال وإعداد التقارير، لضمان أن الموارد تُستخدم لتحقيق الأهداف المنشودة.


4.مشاركة المجتمع المدني: 


يجب إشراك ممثلي المجتمع المدني في عملية تنظيم المؤتمرات وتقييم نتائجها لضمان أن التوصيات تلبي احتياجات المواطنين بدقة.


5.تبني ثقافة الأداء والنتائج: 


يجب التركيز على تحقيق النتائج والأداء الفعلي بدلاً من الظهور الإعلامي. يجب أن تكون معايير النجاح مبنية على تحقيق الأهداف وتحقيق التقدم الفعلي.


التطبيق العملي للإصلاحات


لتحقيق الإصلاحات، يجب البدء بمراجعة شاملة لجميع المؤتمرات السابقة لتحديد أسباب الفشل في تنفيذ التوصيات. ينبغي تطوير نظام معلوماتي يتابع تنفيذ التوصيات ويقدم تقارير دورية. كما يجب إنشاء لجان مستقلة لمراقبة الشفافية والمساءلة في جميع جوانب تنظيم المؤتمرات.


مصر ليست حقل تجارب، ولا ملهى للعبث. إن الوقت قد حان لإصلاح جذري في إدارة المؤتمرات وضمان تحقيق نتائج ملموسة تعود بالنفع على الوطن والمواطنين. 


يجب أن تُستخدم الموارد المتاحة بفعالية لتحقيق تقدم حقيقي، وأن تُطبق التوصيات بشكل فعّال. إن هذا الإصلاح ليس ترفاً بل ضرورة لضمان تحقيق الأهداف وتلبية احتياجات الشعب. دعونا نبدأ اليوم في إعادة النظر في كيفية تنظيم المؤتمرات، من أجل مستقبل أفضل لمصر ولأجيالها القادمة.


قيادي عمالي مستقل


محمد عبدالمجيد هندي 

مؤسس ورئيس المجلس القومي للعمال والفلاحين تحت التأسيس

التعليقات



جريدة الراصد24

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

جريدة الراصد 24

2020