أي تغير نريد جريدة الراصد 24 -->
جريدة الراصد 24 جريدة الراصد 24

داخل المقال

جاري التحميل ...

أي تغير نريد جريدة الراصد 24

 بقلم / عبدالله أبو بكر 




الجميع يريد التغير ، و يبحث عنه في كل مكان ، و لكن السؤال هنا : ما هو التغير الذي نبحث عنه ؟ هل هو تغير نفسك، من حولك، مجتمعك ؛ لكن الجميع يفشل في محاولة تغير نفسه او مجتمعه لانه لا يرد ان يغير عادته و معتقداته و تفكيره .

في هذا المقال اوضح فكرة موجزة ألا و هو التغير لا يبدا من الخارج ( المجتمع ) و لكنه يبدأ من داخل الأنسان من أفكاره و عاداته و مفاهيمه مصداقا لقوله تعالى ( لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )  و هنا نجد قول الله تعالى أن التغير لا يبدأ ألا من داخل الانسان و لا نجد عيبا في أن يغير الأنسان أفكاره و مفاهيمه و معتقداته للأفضل و يحكم علي التغير هل هذا التغير حقق الأفضل أم لا .

نجد بعض الناس ممن يتمسكون بأرائهم و و أفكارهم و مواقفهم ، و نرى أن هؤلاء ممن نعدهم أغبياء أو من عشاق الموروث ، و ليس عيبا ان نغير أرائنا أو مواقفنا أو أفكارنا لان هذا من سنة الله في الكون ألا و هو ( التغير ) وعلاوة على ذلك أن التاريخ لا يذكر إلا الذين أمنوا بالتغير .

يعتبر التغير هو ابداع لانك تسلك طريقا جديد لم يسلكه أحد قبلك ، و لم يتقبله الجميع منك بسهوله و لنا في بعثة النبي (ص) خير دليل حينما أراد التغير و دعوة قومه إلى دين حنيفا يدعو إلى مكارم الأخلاق و محاربة رزائل النفس ؛ و ترك عبادة الأوثان و الأصنام ( ترك عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ) لم يتقبل منه أ في البداية هذا الأمر إلا أقل الأقلين و حاربه أقرب الأقربين و لكنه ظل صامد على ما بعث به حتى أهتدى قومه و أنصاعت له العرب و العجم و الفرس و ما في الارض جميعا و انتشرت دعوته بإذن الله .

و إذا نظرنا بنظرة متجردة نجد أن التاريخ أيضا هو عبارة عن مجموعة متغيرات لان الأيام دول تدور يوما لك و ربما كان يوما عليك ، و الزمن نفسه هو شعور وهمي ( غير موجود فزيائيا ) فإذا نظرنا في حياة أهل الكهف هو زمن جامد لم يحدث فيه أي تغير طول ثلاثمائة و تسعة أعوام – و الله أعلم – بالعكس تماما إذا نظرنا في حياة بعض الدول نجد أنها صنعت حضارتها و تاريخها و نهضتها في نفس المدة تقريبا من الزمن ؛ و الحياة بأكملها للفرد و المجتمع و تقف و تجمد إن لم يحدث فيها تغير إيجابيا يستحق الذكر و الخلود ، و لا مناص من ذكر أن الأمم و الشعوب تعيش و يحيا ذكرها إذا صنعت تغير في التاريخ و لنا في الحضارات ( الفرعونية و البابلية اليونانية ) خير دليل ، و قد يعيش قوم و مجتمع بالكامل ولا يذكره التاريخ لانهم لم يحدثوا أى تغير يذكر .

و هنا أعني التغير لا التقدم لان التقدم هو أن تتقدم خطوة في طريق مسبق يعرفه الجميع ، و يرتضيه و يتقبله الجميع ؛ أما التغير هو قرار جرئ أن تسلك طريقا جديا لم تسلكه من قبل (طريق مختلف أو مبتكر ) قد لا يقبله ولا يرتضيه الجميع ولكنك تسير فيه دون أن تنظر إلى أحد ؛ و لهذا السبب يسبق العظماء زمانهم ؛ لانهم انتقلوا إلى زمن مجهول بفكرهم .

البقاء دون تغير يعني التخلف و التأخر عن ركب الأمم مهما بلغت أمجاد الماضي لابد أن نشعر بإرادة قوية و صادقة و شجاعة من داخلنا تسعى إلى التغير حتى نواكب المستقبل و يذكرنا التاريخ و هذا ليس بمستحيل حيث أن دول النمور الأسيوية تغيرت خلال جيل واحد فقط و هذا أكبر دليل على أن التغير سهل الحدوث فقط يحتاج إرادة قوية و قرار صادق و شجاع .

حتى لا نشتت أفكارنا فعلينا أولا بتغير أنفسنا ، قبل أن نفكر في تغير العالم ....فلو اهتم كل إنسان بتغير نفسه أولا سيتغير المجتمع بأكمله حيث يقول غاندي ( كن أنت التغير الذي تريد رؤيته في العالم ) أو نأخذ بنصيحة ابن الرومي حيث قال ( البارحة كنت ذكيا أسعى لتغير العالم ، و اليوم أصبحت حكيما أسعى لتغير نفسي )

و أخيرا و ليس آخرا ؛ ما أجمل أن نسعى لتغير أنفسنا !

التعليقات



جريدة الراصد24

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

جريدة الراصد 24

2020