بقلم / عبدالله أبوبكر
/
هي دعوة للتفاؤل و بث روح الأمل في النفوس التي أنهكتها متاعب الحياة ،و التفاؤل هو نقيض التشاؤم ، و هنا ناخذ بعض العبر من حياتنا و حياة نبينا الكريم للتفاؤل .
فإذا نظرنا في حياة و سيرة نبينا المصطفى (ص) نجدها كلها أمل و تفاؤل ،حيث أنه منذ فجر الدعوة و هم بضعة رجال في مكة لا يؤمنون على أنفسهم أو مالهم و هو يبشرهم بفتح بلاد فارس و الروم .كيف للعقل البشري المجرد أن يدرك بضعة رجال في مكة في الصحراء القاحلة و يبشرهم بفتح أعظم أمبراطوريتين عرفهم التاريخ؛ و هم يتقاسمون الأرض آنذاك . و لكن الصدق و اليقين الكامل في نفوس هؤلاء المخلصين هو من جعلهم متيقنين من وعد الله و رسوله .
و هنا نذكر موقف من المواقف التي تدل على التفاؤل و التصديق من الكفار آنذاك للرسول في وعده عندما تابع سراقة بن مالك ( قبل إسلامه ) رسولنا الكريم في أحداث الهجرة حيث كان وعد المشركين من يجد محمد أو يدل عليه له مائة ناقة و ذهب سراقة يبحث في الصحراء حتى وجده و عندما وجده هو و صحبه وعده سيدنا محمد (ص) بسواري كسرى و حينها صدق و اعتقد سراقة في كلامه و انصرف عنه و بات يضلل المشركين عن طريقهم ؛ و هنا استشعر موقف عظيم لرسونا الكريم رجل مطارد ،هارب، يخشى أن يراه أحد و يعد بسواري كسرى ملك نصف الأرض آنذاك يا له من يقين و ما أعظمه من تفاؤل و أمل و صدق في وعد الله لرسوله صل الله عليه و سلم .
و من حياة النبي (ص) إلى حياتنا نحن يجب أن نعترف ضمنيا لأنفسنا أن الأيام دول و من سسن الله أيضا التغير في الكون ومن هذا المنطلق يجعنا التفاؤل أثر طمئنينة و رضا بقضا الله و اكثر تفاؤلا لاننا ندرك ان الحزن لن يدوم .
و ليس لنا عذر أن نتشائم حيث أن أكثر مخلوق فضله الله منذ خلق هذا الكون الفسيح حيث خلقني في أسن تقويم و منحنى عقلا و ضمن لي رزقي .
و هنا نقول أن المتفائل قادر على نشر الطاقة الإيجابية فيمن حوله و كذلك قادر على تغير نفسه علاوة على ذلك السعادة و الطمئنينة التي يشعر بها و ينشرها حوله فهو كالزهرة أينما ذهب تحل ريحه .