ولد الهدى والصراع بين القصر وأم كلثوم جريدة الراصد 24 -->
جريدة الراصد 24 جريدة الراصد 24

داخل المقال

جاري التحميل ...

ولد الهدى والصراع بين القصر وأم كلثوم جريدة الراصد 24



كتبت /منى منصور السيد

 شهر ربيع الأول يحتفل المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها بذكرى المولد النبوي الشريف، وهي المناسبة التي يحتفل فيها كل المسلمين بمولد الرسول صل الله عليه وسلم  ويكثرون فيها من المداح والابتهالات الدينية، منذ أن بدأ الاحتفال بـ المولد النبوي في العصر الفاطمي وحتى اليوم وبدأ المنشدين يطلقون اجمل القصائد من أو المنشد طه الفنشنى وصلوا إلى سيدة الغناء العربى أم كلثوم والتى غنت قصيدة ولد الهدى والتي يحتفل بها الكثيرون في ذكرى المولد النبوي، والتي تبدأ بـ «ولد الهدى فالكائنات ضياء.. وفم الزمان تبسم وسناء» والتي كتب كلماتها أمير الشعراء أحمد شوقي، وغنتها كوكب الشرق لأول مرة في احتفالها بالمولد النبوي عام 1949.


فأمام جمع كبير من المشاهدين، ووقفت كوكب الشرق، في حديقة النادي الأهلي عام 1949 تشدو لأول مرة بصوتها العذب أبيات قصيدة ولد الهدى احتفالا بـ المولد النبوي الشريف، والتي اختارت 34 بيتا من بين أبيات القصيدة التي يبلغ عددها 129 بيتا شعريا.


أغنية ولد الهدى التي علقت في الأذهان بصوت أم كلثوم لا يعلم كثيرون أن القصر الملكي كاد أن يكون سببا مباشرا وقت تسجيلها في رفض كوكب الشرق غنائها بسبب محاولته التدخل في اختيار أبيات القصيدة، وفقا لما كشفه الملحن رياض السنباطي في أحد لقاءاته الصحفية في مجلة «بناء الوطن» عام 1963.


خلال تسجيل كوكب الشرق لأغنيتها في مسرح معهد الموسيقى العربي، فوجئت كوكب الشرق بمبعوث من القصر الملكي يطلب حذف أحد أبيات القصيد، وعدم ذكر هذا البيت في الأغنية وهو ما انفعلت بسببه كوكب الشرق باعتبار أن البيت الذي يطلب مبعوث القصر الملكي حذفه مكونا جوهريا في كلمات القصيدة والأغنية.


اعتراض القصر الملكي وقتها على الأغنية كان بسبب الاعتراض على بيت «الاشتراكيون أنت إمامهم.. لولا دعاوي القوم والغلواء»، فقد كان الملك فاروق يكره الاشتراكية، وهو ما جعل القصر الملكي يعتبر ذكر الاشتراكية في أغنية ام كلثوم بمثابة تدعيم لها وسببا في انتشارها.


في لقائه الصحفي قال رياض السنباطي عن هذا الموقف: «كان لأم كلثوم موقف مشرف.. كنّا نسجّل قصيدة وُلد الهدى لأحمد شوقي في مدح الرسول، وأثناء التسجيل فوجئنا بشخصية، هامة تصعد للمسرح وتطلب التحدث إلى أم كلثوم، توقف التسجيل، وبعد دقائق لاحظت انفعالها، وغضبها، فحاولت أن أتبين الأمر فعرفت أن القادم موفد من القصر الملكي جاء الرسول ليطالب بحذف بيت يتحدث عن الاشتراكية في قصيدة شوقي».


طلب القصر الملكي سبب حالة كبيرة من الانفعال لـ كوكب الشرق وتوقف التسجيل لمدة قاربت الساعة لكون البيت مكملا في القصيدة ومن بنائها أعلنت أم كلثوم تمسكها بالبيت، بل هددت بإلغاء التسجيل في حالة إصرار القصر على التدخل، ثم أجرت أم كلثوم اتصالاتها بالقصر الذي رضخ لإصرار أم كلثوم على البيت، وتم التسجيل دون الحذف.

ما اجملها من قصيدة وإليكم متنها كاملا

الديوان » مصر » أحمد شوقي » ولد الهدى فالكائنات ضياء

عدد الابيات : 45 طباعة

وُلِـدَ الـهُـدى فَـالكائِناتُ ضِياءُ

وَفَـمُ الـزَمـانِ تَـبَـسُّـمٌ وَثَناءُ

الـروحُ وَالـمَـلَأُ الـمَلائِكُ حَولَهُ

لِـلـديـنِ وَالـدُنـيـا بِهِ بُشَراءُ

وَالـعَـرشُ يَزهو وَالحَظيرَةُ تَزدَهي

وَالـمُـنـتَـهى وَالسِدرَةُ العَصماءُ

وَحَـديـقَـةُ الفُرقانِ ضاحِكَةُ الرُبا

بِـالـتُـرجُـمـ انِ شَـذِيَّةٌ غَنّاءُ

وَالـوَحيُ يَقطُرُ سَلسَلاً مِن سَلسَلٍ

وَالـلَـوحُ وَالـقَـلَـمُ البَديعُ رُواءُ

نُـظِمَت أَسامي الرُسلِ فَهيَ صَحيفَةٌ

فـي الـلَـوحِ وَاِسمُ مُحَمَّدٍ طُغَراءُ

اِسـمُ الـجَـلالَةِ في بَديعِ حُروفِهِ

أَلِـفٌ هُـنـالِـكَ وَاِسمُ طَهَ الباءُ

يـا خَـيـرَ مَن جاءَ الوُجودَ تَحِيَّةً

مِـن مُرسَلينَ إِلى الهُدى بِكَ جاؤوا

بَـيـتُ الـنَـبِـيّينَ الَّذي لا يَلتَقي

إِلّا الـحَـنـائِـفُ فـيهِ وَالحُنَفاءُ

خَـيـرُ الأُبُـوَّةِ حـازَهُـم لَكَ آدَمٌ

دونَ الأَنــامِ وَأَحــرَزَت حَـوّاءُ

هُـم أَدرَكـوا عِـزَّ النُبُوَّةِ وَاِنتَهَت

فـيـهـا إِلَـيـكَ الـعِزَّةُ القَعساءُ

خُـلِـقَـت لِبَيتِكَ وَهوَ مَخلوقٌ لَها

إِنَّ الـعَـظـائِـمَ كُفؤُها العُظَماءُ

بِـكَ بَـشَّـرَ الـلَهُ السَماءَ فَزُيِّنَت

وَتَـضَـوَّعَـت مِـسكاً بِكَ الغَبراءُ

وَبَـدا مُـحَـيّـاكَ الَّـذي قَسَماتُهُ

حَـقٌّ وَغُـرَّتُـهُ هُـدىً وَحَـيـاءُ

وَعَـلَـيـهِ مِـن نورِ النُبُوَّةِ رَونَقٌ

وَمِـنَ الـخَـلـيلِ وَهَديِهِ سيماءُ

أَثـنـى المَسيحُ عَلَيهِ خَلفَ سَمائِهِ

وَتَـهَـلَّـلَـت وَاِهـتَـزَّتِ العَذراءُ

يَـومٌ يَـتـيهُ عَلى الزَمانِ صَباحُهُ

وَمَـسـاؤُهُ بِـمُـحَـمَّـدٍ وَضّاءُ

الـحَـقُّ عـالي الرُكنِ فيهِ مُظَفَّرٌ

فـي الـمُـلـكِ لا يَعلو عَلَيهِ لِواءُ

ذُعِـرَت عُروشُ الظالِمينَ فَزُلزِلَت

وَعَـلَـت عَـلـى تيجانِهِم أَصداءُ

وَالـنـارُ خـاوِيَةُ الجَوانِبِ حَولَهُم

خَـمَـدَت ذَوائِـبُها وَغاضَ الماءُ

وَالآيُ تَـتـرى وَالـخَـوارِقُ جَمَّةٌ

جِــبـريـلُ رَوّاحٌ بِـهـا غَـدّاءُ

نِـعـمَ الـيَـتيمُ بَدَت مَخايِلُ فَضلِهِ

وَالـيُـتـمُ رِزقٌ بَـعـضُهُ وَذَكاءُ

فـي الـمَهدِ يُستَسقى الحَيا بِرَجائِهِ

وَبِـقَـصـدِهِ تُـسـتَـدفَعُ البَأساءُ

بِسِوى الأَمانَةِ في الصِبا وَالصِدقِ لَم

يَـعـرِفـهُ أَهـلُ الصِدقِ وَالأُمَناءُ

يـا مَن لَهُ الأَخلاقُ ما تَهوى العُلا

مِـنـهـا وَمـا يَـتَعَشَّقُ الكُبَراءُ

لَـو لَـم تُـقِـم ديناً لَقامَت وَحدَها

ديـنـاً تُـضـيءُ بِـنـورِهِ الآناءُ

زانَـتـكَ في الخُلُقِ العَظيمِ شَمائِلٌ

يُـغـرى بِـهِـنَّ وَيـولَعُ الكُرَماءُ

أَمّـا الـجَمالُ فَأَنتَ شَمسُ سَمائِهِ

وَمَـلاحَـةُ الـصِـدّيـقِ مِنكَ أَياءُ

وَالـحُـسنُ مِن كَرَمِ الوُجوهِ وَخَيرُهُ

مـا أوتِـيَ الـقُـوّادُ وَالـزُعَماءُ

فَـإِذا سَـخَوتَ بَلَغتَ بِالجودِ المَدى

وَفَـعَـلـتَ مـا لا تَـفعَلُ الأَنواءُ

وَإِذا عَـفَـوتَ فَـقـادِراً وَمُـقَدَّراً

لا يَـسـتَـهـيـنُ بِعَفوِكَ الجُهَلاءُ

وَإِذا رَحِــمـتَ فَـأَنـتَ أُمٌّ أَو أَبٌ

هَـذانِ فـي الـدُنيا هُما الرُحَماءُ

وَإِذا غَـضِـبـتَ فَإِنَّما هِيَ غَضبَةٌ

فـي الـحَـقِّ لا ضِغنٌ وَلا بَغضاءُ

وَإِذا رَضـيـتَ فَـذاكَ في مَرضاتِهِ

وَرِضـى الـكَـثـيـرِ تَحَلُّمٌ وَرِياءُ

وَإِذا خَـطَـبـتَ فَـلِـلمَنابِرِ هِزَّةٌ

تَـعـرو الـنَـدِيَّ وَلِـلقُلوبِ بُكاءُ

وَإِذا قَـضَـيـتَ فَـلا اِرتِيابَ كَأَنَّما

جـاءَ الـخُصومَ مِنَ السَماءِ قَضاءُ

وَإِذا حَـمَـيـتَ الماءَ لَم يورَد وَلَو

أَنَّ الـقَـيـاصِـرَ وَالمُلوكَ ظِماءُ

وَإِذا أَجَـرتَ فَـأَنـتَ بَـيتُ اللَهِ لَم

يَـدخُـل عَـلَـيهِ المُستَجيرَ عَداءُ

وَإِذا مَـلَـكـتَ النَفسَ قُمتَ بِبِرِّها

وَلَـوَ اَنَّ مـا مَـلَكَت يَداكَ الشاءُ

وَإِذا بَـنَـيـتَ فَـخَيرُ زَوجٍ عِشرَةً

وَإِذا اِبـتَـنَـيـتَ فَـدونَـكَ الآباءُ

وَإِذا صَـحِـبتَ رَأى الوَفاءَ مُجَسَّماً

فـي بُـردِكَ الأَصـحابُ وَالخُلَطاءُ

وَإِذا أَخَـذتَ الـعَـهـدَ أَو أَعطَيتَهُ

فَـجَـمـيـعُ عَـهدِكَ ذِمَّةٌ وَوَفاءُ

وَإِذا مَـشَـيـتَ إِلى العِدا فَغَضَنفَرٌ

وَإِذا جَـرَيـتَ فَـإِنَّـكَ الـنَـكباءُ

وَتَـمُـدُّ حِـلـمَـكَ لِلسَفيهِ مُدارِياً

حَـتّـى يَـضيقَ بِعَرضِكَ السُفَهاءُ

فـي كُـلِّ نَـفسٍ مِن سُطاكَ مَهابَةٌ

وَلِـكُـلِّ نَـفـسٍ فـي نَداكَ رَجاءُ

التعليقات



جريدة الراصد24

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

جريدة الراصد 24

2020