مولد الحبيب المصطغى غرة في جبين الزمان وضياء للكون من الرحمن. جريده الراصد24 -->
جريدة الراصد 24 جريدة الراصد 24

داخل المقال

جاري التحميل ...

مولد الحبيب المصطغى غرة في جبين الزمان وضياء للكون من الرحمن. جريده الراصد24

 

مولد الحبيب المصطغى غرة في جبين الزمان وضياء للكون من الرحمن. جريده الراصد24


بوسعيد / كتب / السيد بكري


ولد الهدى فا لكائنات ضياء--- وفم الزمان تبسم وثناء ---- الروح والملآ والملائك حوله – والدين والدنيا به بشراء


يقول الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه: (لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين)-.


تعيش أمة الإسلام هذه الأيام ذكرى مولد النبي الكريم، محمدبن عبدالله خير خلق الله وميلاده - ميلاد أمة وفجر جديد سطع على البشرية ليخرجهم من الظلمات إلى النور، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة، ومن عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، نعم تعيش أمتنا هذه الذكرى وهي تعيش هذه الأيام ظروفًا صعبة في ظاهرها،- ولكنها تحمل في طياتها الخير الكثير لمستقبل الإسلام والمسلمين -


وتعيش أمتنا هذه الذكرى وهي تعيش حالة مخاض لتلد لنا جيلاً جديدًا يحمل هذه الرسالة الخالدة التي جاء بها نبينا محمد – ص-للبشرية، فنسأل الله- عز وجل- أن يكون هذا المولود هم رجاله- صلى الله عليه وسلم-الذين يعيدون لهذه الأمة مجدها ويحررون مقدساتها ويردون لها كرامتها التي سُلبت على يدي أعدائها -.


ونسأل الله- جل وعلا- أن يكون هذا المولود كاملاً لا معاقًا، حصيفًا لا جاهلاً، يعود بالأمة إلى المدنية الغربية المنحلة أخلاقيًّا وسلوكيًّا، ويدعو إلى الحرية والديمقراطية التي يريدها الغرب ويدعو إليها وهي الانحلال من الأخلاق والقيم الإسلامية والإنسانية.


حقا وفولا واحدا إن أردنا النهوض بأنفسنا وبهذه الأمة فعلينا أن نتبع سنة رسول الله وأن نحيي ذكرى ميلاده بمعرفة ما له من حقوق علينا وأن نؤدي ونتبع ونتتبع هذه الحقوق ونطبقها كما أرادها الله ورسوله العظيم، وأن نقرأ سيرة السلف كيف طبقوا محبته صلى الله علية وسلم قولاً وعملاً وعقيدة.


و لرسول الله علينا حقوق وواجبات كثيرة من بينها:-- أن نحبه أكثر من أنفسنا وأهلينا والناس أجمعين، قال عليه السلام: لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين


يقول سيدنا عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- للرسول- صلى الله عليه وسلم: لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي، فقال صلى الله عليه وسلم: لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من كل شيء لأنت أحب إلي من كل شيء حتى من نفسي -


والله حذر عباده من أن يقدموا حب الآباء والأبناء على حب الله ورسوله وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ).


نعم أحبتي في الله: نحن قدمنا حب الدنيا على حب الله ورسوله حب الأموال والأولاد والعشيرة والتجارة على حب الله والرسول والجهاد في سبيل الله، فتعالوا معنا عباد الله إلى صور حية عاشها الصحابة فطبقوا من خلالها هذه المحبة عملاً وإيمانًا وعقيدة وسلوكًا وأخلاقًا.


عباد الرحمن: محبة النبي تكون باتباعه ومحبته توجب الجنة


إن أولى الناس بمحمد عليه السلام هم الذين اتبعوه وتمسكوا بسنته، أما الذين يدّعون محبة النبي ويخالفون سنته ومنهجه، فهؤلاء على بعد من الصدق، إن أولى الناس بشفاعة الرسول هم أهل سنته، وإن أولى الناس بصحبته في الجنة هم محبوه.


ومن حق النبي عليه السلام وواجبه علينا : أن نتأدب معه عليه السلام في حياته ومع سنته بعد وفاته


فأين نحن من هذا التأدب وهذه المحبة وهذا الوقار لرسول الله، أصبحنا نعظم كلام الناس وكلام القادة والشعراء والعلماء أكثر من تعظيمنا لكلام رسول الله ونقف عند كلامهم بالتفسير والتحليل والوقار والهيبة فإن دل على شيء دل على ضعف إيماننا وعقولنا فلم نعد نفرق بين كلام الوحي وكلام البشر، وأصبحنا نتجرأ على سنة الرسول بالرد والإنكار والتضعيف والاستغراب.


عباد الله: نحن تركنا سنة رسول الله وتمسكنا بالبدع وبما تمليه علينا أهواؤنا وشهواتنا ورغباتنا وقدمنا رضا الناس على رضا الله ورسوله فلا عزة للفرد ولا للأسرة ولا للأمة إلا باتباع نهج وسنة رسول الله، وتقديم ذلك على كل هوى أو نزعة, فمثلاً في صلح الحديبية فلما التئم الأمر ولم يبق إلا الكتاب غضب عمر رضي الله عنه عندما أحس بأن الصلح فيه إجحاف لحق المسلمين فوثب عمر بن الخطاب، فأتى أبا بكر، فقال: يا أبا بكر، أليس برسول الله؟ قال: بلى، قال: أو لسنا بالمسلمين؟ قال: بلى؛ قال: أو ليسوا بالمشركين؟ قال: بلى؛ قال: فعلام نعطى الدنية في ديننا؟ قال أبو بكر: يا عمر، الزم غرزه، فأني أشهد أنه رسول الله؛ قال عمر: وأنا أشهد أنه رسول الله،


ومن حقه عليه السلام أن نكثر من الصلاة عليه انسجامًا مع قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ) -


وأحسن منك لم تر قط عيني


وأجمل منك لم تلـــــد النساء


خلقت مبرأ من كــــــــــل عيب


كأنك قد خلقت كما تشـــــــــــاء -


صلوا عليه وسلموا تسليما -


كل عـــــــــــــــــــــــــام وأنتم بخير


السيد محمد بكري

التعليقات



جريدة الراصد24

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

جريدة الراصد 24

2020