كتب : دكتور فوزي الحبال
كان اختيار هذا اليوم الموافق السبت، الذي يطلق عليه اليهود بالعبرية اسم يوم كيبور، أي الغفران، العاشر من شهر رمضان،السادس من اكتوبر 1973، أحد عناصر المفاجأة التي شلت حركة إسرائيل في الأيام الأولى للحرب ،في هذا اليوم تتوقف الحياة بشكل شبه تام وفقا للتعاليم اليهودية المتبعة،في هذا اليوم يكون سكان إسرائيل في المنزل يتأملون، ويصومون وتظل أجهزة المذياع مغلقة.
باختيار الساعة الثانية بعد ظهر الهجوم،و هو عنصر المفاجأة أكثر، و لم يحدث هجوم في الفجر، يكون هناك ميل إلى الاسترخاء. أما الهجوم في الغسق، فيتيح ضوء نهاري ضئيل لا يساعد في الاستفادة من المكاسب الأولية التي تتحقق ،وهذا ما حدث بالفعل،فقد أربكت المفاجأة إسرائيل التي لم تستطع انتزاع المبادرة على الجبهة الجنوبية المصرية إلا يوم 15 أكتوبر، أي بعد 9 أيام من بدء العمليات.
يوم الجمعة الثاني عشر من أكتوبر أي بعد ستة أيام من بدء الحرب وفشل الجيش الإسرائيلي في الحفاظ على مواقعه في مواجهة الجيوش العربية.
أي بعد 6 أيام من بدء الحرب، استغاثت رئيسة الوزراء الإسرائيلية غولدا مائير بأميركا التي أقامت جسرا جويا غير مسبوق في تاريخها لنقل أسلحة متطورة إلى إسرائيل، بينما كان القتال مستمرا لتجنب ما وصفه وزير الخارجية الأميركي هنري كيسنجر بالكارثة.
بدأت الولايات المتحدة جسرا جويا غير مسبوق في تاريخها لنقل أسلحة متطورة إلى إسرائيل بينما كان القتال مستمرا، لتجنب ما وصفه كيسنجر بالكارثة.
تضمنت دراسة الناتو تحليلا استخباراتيا لتوقيتات وأشكال الدعم الأمريكي لإسرائيل، والسوفييتي لمصر وسوريا.
الجيش الإسرائيلي تمكن، بفضل الدعم العسكري والفني الأمريكي، من فتح ثغرة بين الجيشين الثاني والثالث في سيناء نفذ منها إلى القناة ودفع بقواته إلى الأراضي المصرية يوم 15 أكتوبر.
وتكشف أن حجم الدعم السوفييتي للعرب أكبر وأهم بكثير من المعروف عنه، في الحرب التي فتح السادات بعدها بأربع سنوات أبواب التسوية بين العرب وإسرائيل بزيارت السادات التاريخية للقدس في 20 نوفمبر 1977،يخطب في الكنيسيت (البرلمان) الإسرائيلي،و فتحت الأبواب لمشوار التسوية بين العرب وإسرائيل.
تعتبر حرب أكتوبر 1973 من الحروب التي سيظل يتحدث عنها التاريخ لفترة طويلة كونها كانت ملحمة عسكرية مصرية متكاملة الأركان ، لقد فرضت المعجزة المصرية نفسها حينذاك على كل وسائل الإعلام الدولية عامة والأمريكية خاصة رغم انحياز واشنطن الواضح لإسرائيل ، لكن الإنحياز لم يتحمل هول صدمة المفاجأة ، فتصدر نصر اكتوبر صدر عناوين مختلف وسائل الإعلام.
حرب أكتوبر كانت الوحيدة بين أربع حروب بين العرب وإسرائيل التى تفوق فيها المصريون على الإسرائيليين، كان عبور قناة السويس جريئا وعبقريا بإذابة السواتر الرملية الدفاعية العملاقة بخراطيم المياه عالية الضغط ، وإقامة الجسور العائمة،وعبور الكوماندوز القناة في زوارق مطاطية مكشوفة .
في 31 مايو 1974 انتهت الحرب رسميا بالتوقيع على اتفاقية فك الاشتباك، حيث وافقت إسرائيل على إعادة مدينة القنيطرة لسوريا وضفة قناة السويس الشرقية لمصر، مقابل إبعاد القوات المصرية والسورية من خط الهدنة وتأسيس قوة خاصة للأمم المتحدة لمراقبة تحقيق الاتفاقية.
عمل وزير الخارجية الأميركي هنري كيسنجر وسيطا بين الجانبين ووصل إلى اتفاقية هدنة، ووقع الطرفان في ما بعد اتفاقية سلام شاملة في كامب ديفيد عام 1979.