كتب عصام العربي
:
من المؤسف أن تقوم إحدى طائرات الجيش السوداني باستهداف مقر رئيس البعثة الدبلوماسية لدولة الإمارات في الخرطوم فذلك يعد عدواناً مباشراً على الدولة وعلى القانون الدولي وهو عدوان مباشر وواضح يفضح ممارسات من جهة عسكرية من المفترض ان تحمي لا تضرب... لقد تعدي الجيش السوداني على أبسط القيم الإنسانية والوطنية والأخلاقية التي هو اساسا يتسم بها.. وكونه يستهدف بعثة دولة عربية لم تقصر يوماً في دعم السودان وشعبه الشقيق والعمل من أجل تحقيق الأمن والسلام ووضع حد للمأساة التي يمر بها.
ان هذا العدوان يمثل إضافة لضرب وإفساد العلاقات الأخوية بين الشعبين الشقيقين تنفيذاً لأهداف اعتبرها خبيثة وترمي الي حقد في النفس.. ربما من وجهة النظر ربما صائبة أو خائبة.. لأهداف سُلطوية لا علاقة لها البتة بمصلحة هذا الشعب وحقه في الحياة والحرية والأمن.
إن استهداف مقر بعثة الإمارات في الخرطوم هو عدوان مكشوف على الأعراف الدبلوماسية والعلاقات الثنائية لأن حماية المقارّ الدبلوماسية تشكل إحدى أهم القواعد والمبادئ الأساسية في التنظيم الدبلوماسي الدولي عرفاً واتفاقاً وفي العلاقات الدولية العامة كون هذه المقارّ تمثل عنصراً أساسياً في البعثات الدبلوماسية وهي تعد المكان المادي للدولة التي تمثلها وجزءاً من أراضيها وسيادة الدولة المعتمدة.
كما استقر العرف الدولي بموجب اتفاقية فيينا لعام 1961 لمقار البعثات الدبلوماسية على وجوب تأمين حمايتها من الاعتداءات والانتهاكات تحت طائلة المسؤولية الدولية فكيف إذا كان الاعتداء جاء من جانب قوة رسمية موكلة بحماية الأمن والاستقرار كما هو مفترض.
لذلك دانت دولة الإمارات بأشد العبارات هذا العدوان من جانب الجيش السوداني والذي أدى إلى وقوع أضرار جسيمة في المبنى وتحميله المسؤولية الكاملة عن عمليه اقول غير مسؤلة.
وقد أكد بيان وزارة خارجية دولة الإمارات تقديم مذكرة احتجاج إلى جامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة على «هذا الاعتداء الذي يمثل انتهاكاً صارخاً للمبدأ الأساسي المتمثل في حرمة المباني الدبلوماسية ومقارّ منتسبي السفارات حسب الأعراف والمواثيق التي تحكم وتنظم العمل الدبلوماسي».
كما أعربت وزارة الخارجية عن استنكارها الشديد لهذه الأعمال ورفضها الدائم لجميع أشكال العنف والإرهاب.