أصل من أصول الديانات جريده الراصد24 -->
جريدة الراصد 24 جريدة الراصد 24

داخل المقال

جاري التحميل ...

أصل من أصول الديانات جريده الراصد24

أصل من أصول الديانات جريده الراصد24

 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : السبت الموافق 2 نوفمبر 2024


الحمد لله ثم الحمد لله نحمده ونستعين به ونستهديه ونستغفره، نحمده سبحانه أحاط بكل شيء خبرا، ونحمده بأن جعل لكل شيء قدرا، وأسبغ علينا وعلى العالمين من حفظـه سترا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، أرسله رحمة للعالمين كافة عذرا ونذر، اللهم صل على سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم ووالاهم بإحسان إلى يوم الدين ثم أما بعد، إن الأمانة من الأخلاق الفاضلة وهي أصل من أصول الديانات، وعملة نادرة في هذه الأزمنة وهي ضرورة للمجتمع الإنساني لا فرق فيها بين حاكم ومحكوم وصانع وتاجر وعامل وزارع ولا بين غني وفقير ولا كبير وصغير ولا معلم وتلميذ فهي شرف للجميع ورأس مال الإنسان وسر نجاحه ومفتاح كل تقدم وسبب لكل سعادة وليست الأمانة محصورة في مكانها الضيق الذي يعتقده كثير من الناس. 


فالأمانة ليست مقصورة على أداء الودائع التي تؤمن عند الناس، بل هي أشمل من ذلك بكثير، فالصلاة والصيام والزكاة والحج وغيرها من شعائر الدين أمانة من فرط في شيء منها أو أخل به فهو مفرط فيما ائتمنه عليه ربه تبارك وتعالى وتشمل الأمانة كذلك كل عضو من جسد الإنسان، فاليد والرجل والفرج والبطن وغير ذلك أمانة عندك، فلا تأتي الحرام من قبل ذلك وإلا أصبحت مفرطا فيما ائتمنت عليه وإحذر أن تكون هذه الجوارح شاهدة عليك يوم القيامة إن فرطت فيها، حيث يقول الحق تبارك وتعالى " يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون " فمن معاني الأمانة وضع كل شيء في مكانه اللائق به، حيث قال أبو ذر الغفاري رضي الله عنه يا رسول الله ألا تستعملني، يعني ألا تجعلني واليا أو أميرا أو ريئسا لك على إحدى المدن. 


قال فضرب بيده على منكبي ثم قال صلي الله عليه وسلم" يا أبا ذر إنك ضعيف وإنها أمانة وإنها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها " رواه مسلم، فقد كثر في زماننا هذا شباب الأرصفة والمخدرات وأطفال التسكع والسهرات، والبنات الخراجات والولاجات والنساء اللاتي يسرحن ويمرحن في الشوارع والأسواق، أليس لأولئك الناس رجالا وآباء يقومون على مصالحهم ويخطمون زمام أمورهم، أم أنهم خلقوا بلا راعي ولا مسؤول، فاتقوا الله أيها الآباء في أمانة الأبناء والبنات والزوجات، فأنتم عنهم مسؤولون وبشأنهم يوم القيامة موقوفون، فقال تعالى " وقفوهم إنهم مسؤولون " فاحذر أيها الأب العاقل أن تتفاجا يوم القيامة بأن أهلك خصماؤك، ألم تسمع قول الله تعالى " يا أيها الذين أمنوا إن من أزواجكم وألادكم عدوا لكم فاحذروهم " 


فسيقفون خصما وندا لك يوم القيامة، إذا وقفت بين يدي الجبار سبحانه، يقولون لم يأمرنا ولم ينهنا ولم يمنعنا، فماذا عساك تقول في لحن القول وبماذا سترد في يوم تنكشف فيه الأستار والسرائر، وإن من أعظم الأمانة هو الأمانة التي تكون بين الرجل وزوجته، فلا تفشي له سرا، ولا يطلع لها مخفيا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن من أعظم الأمانة عند الله يوم القيامة، الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه، ثم ينشر سرها " رواه مسلم، فيحرم على الزوج والزوجة أن ينشرا سرهما وما يجري بينهما من علاقات زوجية لغيرهما، ولو على سبيل المزاح، فقد سد الشارع الكريم هذا الباب درءا لما قد يحصل فيه من شرور وفتن وبلايا ومحن. 


ألا وإن من أعظم الأمانة، تلك الأمانة التي أنيطت بالقضاة والمعلمين، من القيام بها أجمل قيام ورعايتها أعظم رعاية، فالخصوم أمانة في أعناق القضاة والطلاب أمانة في رقاب المعلمين، فليرعي كل أمانته، وليحذر من الخيانة أو الغدر والنكوص على الأعقاب فالويل ثم الويل لمن فرط في أمانته، فاعدلوا بين الخصوم وارعوا حقوق الطلاب بكل صدق وأمانة، فالأمر أخطر مما يتصور، وأفظع مما يتوقع.

التعليقات



جريدة الراصد24

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

جريدة الراصد 24

2020