بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : ال
أحد الموافق 17 نوفمبر 2023
الحمد لله رب العالمين الذي خلق فسوى وقدر فهدى والصلاة والسلام على نبينا محمد الذي أعلى ربه قدره ورفع بين العالمين ذكره وأثنى على أخلاقه فقال "وإنك لعلى خلق عظيم" صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على دربه وترسّم خطاه إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا أما بعد لقد تزايدت حرکة إنتقال الأفراد من القرى إلى التجمعات الصناعية بالمدن، ومع التطور السريع بدأت المشاکل البيئية وتأثيراتها الضارة، تنعکس في الآونة الأخيرة على تلويث الهواء، والمياه، والتربة، وکانت وسائل النقل الحديثة بمختلف أشکالها وأنواعها واحدة من تلك الإنجازات الکبيرة والتي باتت تمثل عصب الحياة في الوقت الراهن ومعيارا حضاريا يحدد درجة التطور وتباينه بين مختلف دول العالم.
وعليه فإن المشاکل البيئية الناتجة عن تزايد إستخدام السيارات، وما صاحبها من تكدس مروري، کان سببا رئيسيا في تلويث الهواء والضوضاء مما يضر بالصحة العامة للسکان، فالصحة من أفضل النعم التي أنعم الله تعالي بها على الإنسان حيث أنه بهذه النعمة يستطيع أن يقوم بأعماله الدينية والدنيوية بكفاءة عالية، ويستلذ بمتع الحياة، ويستمتع بحياته على خير وجه ولذلك يجب الحفاظ على هذه النعمة، وعدم التفريط بها، لأن من يفرط بصحته يفرط بحياته كلها، وقد حثت التعاليم الدينية على الحفاظ على الصحة العامة للأفراد والمجتمع، فقد روى البخاري في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال، قال النبي صلى الله عليه وسلم " نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس، الصحه والفراغ "
وهناك كثير من النصوص التي تحث الإنسان على المحافظة على صحته، وأنها من أفضل النعم، وكما لا يصح للإنسان أن يفرط في صحته لا يصح له كذلك أن يفرط في صحة مجتمعه، لأن الحفاظ على الصحة العامة من أوجب الواجبات عقلا وشرعا، والتوقي من الأمراض المعدية من الأوبئة كفيروس كورونا وغيره وخير وسيلة للقضاء عليه، وكما تقول الحكمة المعروفة " درهم وقاية خير من قنطار علاج" وإن من أهم وسائل الوقاية من الأمراض العامة الإهتمام بالنظافة العامة، وغسل اليدين بالصابون بإستمرار، فالتعاليم الدينية تحث على غسل اليدين قبل الطعام وبعده، وأن ذلك من المستحبات، ومن الوسائل الوقائية لمواجهة أي فيروس من الفيروسات المهلكة هو عدم مخالطة المصاب.
أو المشتبه بإصابته للأصحاء، وعدم حضوره للمجالس العامة حتى لا ينقل المرض إليهم حتى يتعافى تماما ويتأكد من خلوه من المرض، فقد روي البخاري في صحيحه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال " لا يوردن ممرض علي مصح " كما أن الحجر الصحي للأماكن الموبوءة بالأمراض المهلكة، وعدم السفر إليها أو الخروج منها من أفضل الطرق الوقائية لمحاصرتها والقضاء عليها، ولابد من ترك بعض العادات مؤقتا وإن كانت جميلة في نفسها للوقاية من أي فيروس أو وباء كعادة التقبيل وحب الخشوم والمعانقة وغيرها من العادات التي تسهل إنتشار الوباء، فحفظ النفس والمجتمع من المهددات الصحية أهم من التعبير عن المشاعر الجياشة.
وأن المحبة محرزة بين الأصدقاء والأحبة، فلا داعي للتقبيل والمعانقة في زمن أي وباء أو مرض منتشر وهذا عملا بقاعدة دفع المفسدة مقدم على جلب المنفعة.