أهم ركيزة من ركائز بناء المجتمع الإسلامي جريدة الراصد 24 -->
جريدة الراصد 24 جريدة الراصد 24

داخل المقال

جاري التحميل ...

أهم ركيزة من ركائز بناء المجتمع الإسلامي جريدة الراصد 24


بقلم / محمـــد الدكـــروري



الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، الحمد لله الذي خلق الأرض والسموات، الحمد لله الذي علم العثرات، فسترها على أهلها وأنزل الرحمات، ثم غفرها لهم ومحا السيئات، فله الحمد ملء خزائن البركات، وله الحمد ما تتابعت بالقلب النبضات، وله الحمد ما تعاقبت الخطوات، وله الحمد عدد حبات الرمال في الفلوات، وعدد ذرات الهواء في الأرض والسماوات، وعدد الحركات والسكنات، وأشهد أن لا إله إلا الله لا مفرّج للكربات إلا هو، ولا مقيل للعثرات إلا هو، ولا مدبر للملكوت إلا هو، ولا سامع للأصوات إلا هو، ما نزل غيث إلا بمداد حكمته، وما انتصر دين إلا بمداد عزته، وما اقشعرت القلوب إلا من عظمته، وما سقط حجر من جبل إلا من خشيته، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله قام في خدمته، وقضى نحبه في الدعوة لعبادته، وأقام إعوجاج الخلق بشريعته.

 


وعاش للتوحيد ففاز بخلته، وصبر على دعوته فإرتوى من نهر محبته، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه، ومن سار على نهجه واستن بسنته وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين ثم أما بعد إن بناء المسجد هو أهم ركيزة من ركائز بناء المجتمع الإسلامي، فالنظام الإسلامي قائم على شيوع أواصر المحبة والأخوة في الله، فلا يمكن تقوية تلك الأواصر إلا ببناء المسجد فيلتقون على طاعة الله، ويجددون الميثاق والعهد مع الله والقيام بما فيه مصلحة لهذا الدين، فالرسول صلى الله عليه وسلم غرس أول بذرة في بناء المجتمع الإسلامي وسارع في بناء المسجد، فكان هذا البناء بداية عهد جديد لزرع أواصر الإيمان والإخاء والتعاون، وإن الجهاد في سبيل الله أمر يحتاج إلى همة عالية وعزم قوي، وذلك لأنه شاق على النفس. 


وإن النبي صلى الله عليه وسلم كان أعلى الناس همة في الجهاد والمضي فيه والإعداد له، وما ذلك إلا إعلاء لكلمة الله عز وجل، واستجابة لأمره تعالى، فقال تعالى " فإذا عزمت فتوكل علي الله " وذلك بعد مشاورة أصحابه، ويقول الإمام الطبري والمعنى إذا تبين لك الأمر وعزمت على جهاد عدوك فامضي على ما أمرت به على خلاف من خالفك وموافقة من وافقك، وإن معركة أحد لتبين قوة عزمه صلى الله عليه وسلم وعلو همته في المضي إلى القتال، ويبين عزمه صلى الله عليه وسلم في جهاد الأعداء من خلال تحريض أصحابه على الجهاد، والتحريض هو المبالغة في الحث على الأمر، وحثهم وأنهضهم إليه بكل ما يقوي عزائمهم وينشط هممهم من الترغيب في الجهاد، ومقارعة الأعداء، والترهيب من ضد ذلك، ولا شك أن من يحض المؤمنين هو أقواهم عزما. 


وأعلاهم همة في تنفيذ هذا الأمر، فلو تثبط الأصحاب عن القتال فإنه لا يضرك مخالفتهم وتقاعدهم، فتقدم أنت إلى الجهاد، وما كان للنبي صلى الله عليه وسلم أن يتباطأ عن أمر ربه، وهذا من تمام عزمه وقوة همته، ومجال علو همة النبي صلى الله عليه وسلم ليس في الدعوة فحسب، بل يتعداه إلى جوانب الحياة بصفة عامة، ففي غزواته كان يتقدم الصحابة، أو يوجههم من مركز القيادة، وكان في غزوة الخندق يربط الحجر على بطنه، ويحفر الخندق مع الصحابة، ويرتجز مثل ما يرتجزون، فكان صلى الله عليه وسلم مثالا للمربي القدوة يتبعه الناس ويعجبون بشجاعته وصبره، وكذلك في تعليم أصحابه وجهاده وشجاعته وبذله وكرمه وجميع أخلاقه، وفي عبادته من صوم وصلاة ونحوها كان القدوة في الإرادة التي تعمل دون كلل أو ملل فكان صلى الله عليه وسلم مثالا وقدوة يقتدى به في علو الهمة وقوة العزيمة.

التعليقات



جريدة الراصد24

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

جريدة الراصد 24

2020