متابعة لزهردخان
الأيدي الحالمة صدرت قبل أيام عن دار الأديب لطبع والنشر والتوزيع والترجمة.
ويعمد د. عمر في روايته إلى تقديم شكل روائي تسجيلي توثيقي، لفترة سوداء عاشتها مصر، ما بين شباب طموح يبحث عن مستقبله، في ظل ظروف إقتصادية صعبة وإرهاب يلقي بظلاله على الحياة والبشر، فالكاتب يستخدم خيال المبدع للتأريخ لحقبة زمنية بتفاصيلها الدقيقة بحلوها ومرها، حتى ليكاد قارئها يحيا أحداثها، ويرى معالم الواقع بشخوصه وأحداثه تتحرك أمام عينيه، وتنبض بالحياة، وهذه براعة الروائي حين يعيد كتابة تفاصيل الحياة برؤية وطريقة جديدة، عبر إعادة بناء الأحداث بما يتفق مع طبيعة العمل وشخوصه، بواسطة كتابة فنية سردية، تتضمن فلسفة الكاتب، وطريقة تناوله الحدث هدفًا وموضوعًا وفكرة ومعالجة، بما يحقق بناء عالم موازٍ يبث فيه أفكاره وآراءه، ليأخذ قارئه معه إلى فضاء من البوح الذاتي، وهو تكنيك جديد لن يفهمه إلا من يقرأ الرواية، ويتمعن ما بين سطورها من أحداث وعبر.
بقلم الصحفي والكاتب الكبير أستاذ / أسامه الالفي