التفحيط والتنطيط وإيذاء الناس جريدة الراصد 24 -->
جريدة الراصد 24 جريدة الراصد 24

داخل المقال

جاري التحميل ...

التفحيط والتنطيط وإيذاء الناس جريدة الراصد 24



بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الأحد الموافق 24 نوفمبر 2024

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، الحمد لله الذي خلق الأرض والسموات، الحمد لله الذي علم العثرات، فسترها على أهلها وأنزل الرحمات، ثم غفرها لهم ومحا السيئات، فله الحمد ملء خزائن البركات، وله الحمد ما تتابعت بالقلب النبضات، وله الحمد ما تعاقبت الخطوات، وله الحمد عدد حبات الرمال في الفلوات، وعدد ذرات الهواء في الأرض والسماوات، وعدد الحركات والسكنات، وأشهد أن لا إله إلا الله لا مفرّج للكربات إلا هو، ولا مقيل للعثرات إلا هو، ولا مدبر للملكوت إلا هو، ولا سامع للأصوات إلا هو، ما نزل غيث إلا بمداد حكمته، وما انتصر دين إلا بمداد عزته، وما اقشعرت القلوب إلا من عظمته، وما سقط حجر من جبل إلا من خشيته، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله قام في خدمته، وقضى نحبه في الدعوة لعبادته، وأقام اعوجاج الخلق بشريعته. 


وعاش للتوحيد ففاز بخلته، وصبر على دعوته فارتوى من نهر محبته، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه، ومن سار على نهجه واستن بسنته وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين، ثم أما بعد إن الغيور ليتساءل كيف لأب أنيطت به أمانة عظيمة ينام قرير العين يكتحل بالنوم ملء جفنيه وأبناؤه خارج منزله بل ربما بناته وزوجاته ؟ فقولوا لي بربكم أي أب هذا ؟ وأي تربية تلك ؟ ألا ترون أن ذلك الأب يحتاج إلى أدب وتربية، بلى ولذا قال الله تعالى " ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه فأعرض عنها ونسي ما قدمت يداه إنا جعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذن أبدا " نعوذ بالله من الضلال بعد الهدى ومن الظلام بعد النور، فلا بد من رعاية الشباب والناشئة حتى يكونوا نواة صالحة لدينهم ومجتمعهم ولبنة بناء لعقيدتهم وأمتهم. 


فاتقوا الله معشر العباد، واحفظوا وصية الله لكم في الأولاد وتذكروا موقفكم يوم المعاد، فأنتم مسؤولون عن إنحراف الشباب ومحاسبون عن تربيتهم أمام رب الأرباب، فيا أيها الشباب اتقوا الله وراقبوه واخشوه وتوبوا إليه فأنتم محاسبون على أعمالكم مؤاخذون بأقوالكم أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون واحفظوا وصية نبيكم صلى الله عليه وسلم لكم، ألا فاعلموا أيها الشباب أن التفحيط والتنطيط وإيذاء الناس والمارة والتجمعات الشبابية والتحزبات الهمجية والحركات اللامنهجية، لو كانت كل تلك المهازل والمفاسد رفعة في الدرجات وزيادة في الحسنات والله لما سبقتم إليها العلماء والعقلاء والفضلاء والنبلاء ولكنها انحطاط في الخلاق ونقيصة في الأدب وعيب في التربية ومثلبة في الرجولة فمن هو العاقل الذي يرضى لنفسه بالسفول وضياع الأخلاق. 


وأن ينظر الناس إليه بعين الازدراء والاستهزاء، بل ربما أدت تلك الأخلاق السيئة والإنحرافات المشينة، أقول ربما أدت إلى قطع الصلات مع الله ومع عباد الله، فالله الله أيها الشباب بطاعة ربكم ووالديكم والإهتمام بعلمائكم وقادتكم والعناية بمقدرات وطنكم، وتوفير السلامة للمسلمين فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والتزموا هدي الكتاب العزيز والسنة المطهرة وعضوا عليهما بالنواجذ، ففيهما الخير والهدى والعفاف والغنى والنور والهدى وإياكم ومحدثات الأمور وبدعها فكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار، وصلوا وسلموا على النبي المختار سيد الأبرار، صادق الأخبار، فقد أمركم الله بذلك ليل نهار، فقال الواحد القهار " إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما " اللهم صل على عبدك ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا.

التعليقات



جريدة الراصد24

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

جريدة الراصد 24

2020