كتب أشرف ماهر ضلع
رفع مستوى الوعي وقبل ذلك إيجاده أصبح مطلبًا ملحًّا في هذا العصر المتميز بالسرعة الفائقة التي لن يقدر على التصدي لها إلا القدرة اللامحدودة التي أودعها الله -عز وجل- في الإنسان … هذا ما يراه مؤلف كتاب “العيش الطيب” عبد الله الهاشمي، مهتم بالوعي الإنساني والمعرفة ويقدم برنامج متخصص في مفهوم الحياة الطيبة يضع فيه خلاصة ما توصل إليه من أجل الوعي والطريق إليه. ويصف الوعي بأنها مساحة تأتي بعد ضيق..
تجعلك تعيش اللحظة (أي الحضور في الآن وليس إهمال الأعمال)، ولا تتعلق بالأماني، وهي حالة النور بعد ظلمة التي من خلالها سيصبح من السهل إيجاد ما تفقده، ويحذرك من الوقوع في فخ الذات المزيفة لأن الوعي سيجعلك تقبل ذاتك كما هي. ومن الأمور التي تنتج عن الوعي هي الحب والسلام والامتنان واللذة وستحصد ذلك من خلال وعيك واتصالك بحقيقتك.
الطريق إلى الوعي
وعيك بالأمور التالية هو نصف التغيير :
أن تعرف الفرق بين القناعة والأمنية.
أن تعيش لنفسك بهجرة للروح.
في العلاقات لا تبحث عن منقذ “الشخص الذي فيه ما ينقصك” بل عن الانسجام.
أن تكون متقبلًا لذاتك في كل أحوالها.
أن تحقق السلام الداخلي في أعماقك.
ثق بنفسك وتحرر من تبعية القيد.
لا تجعل مصدر طاقتك بشرًا من صديق ، زوج… وغيرهم.
عن النضج الداخلي
يذكر الهاشمي بأنك تستطيع معرفة ذلك في حال وجدت نفسك قليل الاشتراط للحصول على متعة وممتنًا غالبًا ومشاعرك الداخلية لا تتعاطى وتتجاوب مع السلبيين.
عن الناس والتطوير الذاتي
بعد دخول برامج تطوير الذات هنالك من يستفيد وتتغير حياته من خلال التطبيق الفعلي لكل ما يسمع، وهناك من يستمع ولكنه لا يتحرك فيبقى في مكانه ويريد مرشدًا دائمً له ، والأخير هو من انتكست حياته.
عن الحرية الشعورية
من يمتلك الحرية الشعورية تجده يستمد الحب من الحب نفسه في حين الآخر يستمد الحب من الحبيب، وتجده يعيش في سلام حتى لو كانت الحرب في بلده، يشعر بالحب حتى لو كان ما حوله عكس ذلك، ويشعر بالأمن والأمان حتى لو كان الأمر خوف هو في حالته الخارجية موجود في الحدث ولكنه داخليًّا يعيش عكس كل هذه السلبية. وفي حال المشاعر السلبية ينصحك المؤلف بالحركة فهي من تقطع الخط على الطاقات السلبية. “مشاعرك منخفضة أي طاقتك كذلك، مشاعر ك عالية طاقتك أيضا كذلك”
عن تقبل النفس
يذكر الهاشمي بأن تقبل النفس قبل الثقة بها فالتقبل العميق يثمر الثقة بالنفس، ويعيق الثقة ربما الجوانب المظلمة لذلك ينصحك بأن تكون مثل الأم التي لا تفرق بالحب بين ابنها البار وابنها العاق لذلك أعلن قبولك الكامل لنفسك وهذا سيحدث تحولًا بداخلك ثمرته ثقة حقيقية.
عن الهدف
لا تنتظر الهدف… عشه. يذكر الهاشمي بتلخيص لكل ما يقال في عالم التنمية والتطوير الذاتي أن تعيش الهدف يتحقق من خلال فهم دوافعك لماذا تريد هذا الشيء؟ رغبة في زواج، التخلص من دين، رغبة في ثراء ..وهكذا. معرفتك لدوافعك هي التي تجعل لديك وعيًا بالمعيقات ومن ثم تضع دوافع جديدة محفزة مثل: التخلص من دين الدافع الجديد يكون “من أجل الرفاهية والوفرة..”.
كما أن الهدف إذا تعارض مع القناعة لا يتحقق بل وممكن أن تتخلى عنه. وحتى تنسف القناعة ناقشها فتتحول من عقيدة إلى رأي. ادعم قناعاتك بأدلة عقلية. وهنالك فرق بين التخيل الصحيح والسرحان بحيث لا يكون تخيلك هروبًا من الواقع ولكن يكون تخيل معه نية التغيير.
عن التعلق
التعلق بذات أخرى محل ذاتك مشكلة “الروح مثل الصقر محلقة، ولا تقبل البقاء في سجن التعلق” إعجابك بشخص ليبقى في خيالك تستطيع علاجه من خلال الروح والروح تسمو بالعبادات ذكر.. صلاة .. قراءة قرآن كلما داهمتك هذه المشاعر المتعلقة خذها إلى العبادة بحيث تنقل نفسك إلى ملكوت عالية، ونوه المؤلف إلى أهمية الحضور واستطعام العبادة أي تكون متذوقًا للذكر. كذلك تعالجه من خلال وعيك بنفسك. فلا تدع أحدًا يكون المصدر بحيث لا يؤثر عليك انسحابه. “اهرب من ضيق الجسد لسعة الروح .. هو المفتاح لباب سجن التعلق”
وفي النهاية يحذرك المؤلف من تأجيل السعادة وربطها بإنجاز مادي أو تحسن علاقاتك مثل: علاقتك مع شريك الحياة فالسعادة يمكن أن توجد بلا سبب، وما الواقع إلا انعكاس لأفكارك، والوعي هو المحرر.