بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : السبت الموافق 2 نوفمبر 2024
إن الحمد لله الخافض الرافع نحمده أن أنزل القرآن على الناس يتلى وأذهب به عن الأرواح المواجع، يا ربنا لك الحمد على كل حال وواقع، اللهم إنا نشهدك على أنفسنا بأننا نشهد بأنك أنت الله رب كل شيء ورب العرش العظيم، لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، محمد عبدك ورسولك، اللهم صل وسلم وبارك عليه واجعل له صلاتنا وديعة يا من لا تضيع عنده الودائع، وبعد عباد الله اتقوا الله حق تقاته، ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ثم أما بعد تأمل يا أخي الكريم حياة العظماء وعلى رأسهم رسول الله صلوات الله عليهم وسلامه، وأدرس سيرة الصحابة رضوان الله عليهم والصحابيات رضوان الله عليهن، وتفكر في سيرة العلماء من القادة والمصلحين من أهل الشرق والغرب من الناجحين الذين قرروا وبكل قوة أن يخطوا خطوة إيجابية رائعة في حياتهم.
وهي أن يرفعوا من مقاييسهم فالقوة التي توفرت لديهم متوفرة لك أيضا ستكون أيضا بين يديك فقط إذا كانت لديك الشجاعة لكي تحصل عليها أن تغيير المنظمات والشركات والدول أو العالم كله يبدأ بخطوة واحدة بسيطة وهي أن تغير نفسك، وإن الإنسان المتميز بحق عادة ما يبحث عن أساليب تساعده على تغيير نفسه وحياته نحو الأفضل، ويقول الكاتب "انتوني روبينز" في كتابة الرائع "أيقظ العملاق داخلك" وتقول الإحصائيات أن أقل من عشرة بالمائة ممن يشترون كتابا ما هم فقد الذين يتعدون في قراءتهم الفصل الأول" والحقيقة أن هؤلاء الذين لا يعرفون كيف يستفيدون من الكتب التي يشترونها يهدرون ثروات جبارة يمكنها أن تغير حياتهم ولا شك أنك أخي القارئ أختي القارئة ليست ممن يميلون لخداع أنفسهم بالإستهتار بما يقرؤون.
واعلم أنه لكي تستفيد من أي موضوع حاول أن تقرأه أكثر من مرة ثم لتكن معك مذكرة خاصة تنقل فيها كل جملة تشعر أنها تؤثر فيك أو كل فكرة تجد أنه بالإمكان تطبيقها، ثم اشرع في التطبيق في الحال، وكل يوم طبق فكرة أو أكثر وستذهل من النتيجة الرائعة التي ستصل إليها بمشيئة الله تعالى بعد ستة أشهر من الآن واعلم أن الذي لا يطبق لا يحصل على نتيجة حيث يقول الله تعالى في كتابة " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " إذن فزمام أمرك في يدك وكلما تقدمت البحوث في مجال النفس الإنسانية كلما وجدناها تقترب من النصائح والحكم التي وردت في القرآن الكريم خاصة وفي الكتب السماوية عامة وهذا ليس بالأمر المستغرب لأن الذي خلق الإنسان والذي أنزل الكتب السماوية هو إله واحد وكلما تطور الإنسان في عمله كلما اكتشف أكثر حكمة الحياة.
وعظمة الخالق العظيم، ولكي يكون التغيير الذي ستحدثه في حياتك ذا قيمة حقيقة فلا بد أن يكون تغييرا دائما ومستمرا، وكلنا خبرنا التغيير في لحظة من لحظات حياتنا وربما شعرنا أحيانا بالإحباط وخيبة الأمل فكثير من الناس يحدثون بعض التغييرات في حياتهم وهم يشعرون بالخوف لماذا؟ لأنهم وبعقولهم الباطنة يعتقدون أن هذا التغيير لم يكون إلا مؤقتا، فمثلا تجد أن أحد الأشخاص الذين تعرفهم يعاني من وزن زائد وكلما نوى أن يطبق نظاما غذائيا معينا لخفض وزنه الزائد تجده يؤجل موعد بدء هذا النظام أو أن يستمر فيه لفترة ثم يوقفه والسر في ذلك يكمن في أن هذا الشخص يدرك بعقله الباطن أن أي ألم سيتحمله من أجل إنقاص وزنه أو أحداث أي تغيير في حياته سيعود عليه في النهاية بمردود قصير الأمد، وبتعبير آخر أنه يعلم داخل عقله اللاوعي أنه سيعود مرة أخرى إلى حالة زيادة الوزن التي كان عليها.