بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : السبت الموافق 16 نوفمبر 2023
الحمد لله رب العالمين، نحمده تعالى حمد الشاكرين، ونشكره شكر الحامدين وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، اللهم صلي وسلم وزد وبارك عليه، وعلى آله وصحبه اجمعين، حق قدره ومقداره العظيم أما بعد إن من النصائح الأسرية الهامه هو تقويم عمل المرأة خارج البيت، حيث أن شرائع الإسلام يكمل بعضها بعضا، وعندما أمر الله النساء بقوله " وقرن في بيوتكن " جعل لهن من ينفق عليهن وجوبا كالأب والزوج، والأصل أن المرأة لا تعمل خارج البيت إلا لحاجة، كما رأى نبي الله موسى عليه السلام، بنتي الرجل الصالح على الماء تذودان غنمهما تنتظران فسألهما " ما خطبكما قالتا لا نسقي حتى يُصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير
" فاعتذرتا حالا عن خروجهما لسقي الغنم لأن الولي لا يستطيع العمل لكبر سنه، لذا صار الحرص على التخلص من العمل خارج البيت حالما تسنح الفرصة فيوضح لنا الله عز وجل فيقول تعالي " قالت إحداهما يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين " فبينت هذه المرأة بعبارتها رغبتها في الرجوع إلى بيتها لحماية نفسها، من التبذل والذي قد تتعرض له بالعمل خارج البيت، وعندما إحتاج الكفار في العصر الحديث لعمل النساء بعد الحربين العالميتين لتعويض النقص الحاصل في الرجال، وصار الوضع حرجا من أجل إعادة إعمار ما خربته الحرب وواكب ذلك المخطط اليهودي في تحرير المرأة، والمناداة بحقوقها بقصد إفساد المرأة وبالتالي إفساد المجتمع تسربت مسألة خروج المرأة للعمل، وعلى الرغم من أن الدوافع عندنا كمسلمين ليست كما هي عندهم.
والفرد المسلم يحمي نساءه وينفق عليهن، إلا أن حركة تحرير المرأة نشطت ووصل الأمر إلى المطالبة بإبتعاثها إلى الخارج ومن ثم المطالبة بعملها حتى لا تذهب هذه الشهادات هدرا وهكذا، وإلا فالمجتمعات الإسلامية ليست بحاجة لهذا الأمر على هذا النطاق الواسع الحاصل، ومن الأدلة على ذلك وجود رجال بغير وظائف مع إستمرار فتح مجالات العمل للنساء، وعندما نقول على هذا النطاق الواسع، فإننا نعني ذلك لأن الحاجة إلى عمل المرأة في بعض القطاعات كالتعليم والتمريض والتطبيب بالشروط الشرعية حاجة قائمة، وإنما قدمنا تلك المقدمة لأننا لاحظنا أن بعض النساء يخرجن للعمل دون حاجة وأحيانا براتب زهيد جدا، لأنها تحس أنها لا بد أن تخرج لتعمل حتى ولو كانت غير محتاجة ولو في مكان غير لائق بها فوقعت فتن عظيمة.
ومن الفروق الرئيسية بين المنهج الإسلامي لقضية عمل المرأة والنهج العلماني، أن التصور الإسلامي للقضية يعتبر أن الأصل هو قول الحق سبحانه وتعالي " وقرن في بيوتكن " والخروج للحاجة " أذن لكن أن تخرجن في حوائجكن " والنهج العلماني يقوم على أن الخروج هو الأصل في جميع الحالات، ولأجل العدل في القول نقول إن عمل المرأة قد يكون حاجة فعلا، كأن تكون المرأة هي المعيل للأسرة بعد زوج ميت، أو أب عاجز، ونحو ذلك، بل إنه في بعض البلدان نتيجة لعدم قيام المجتمع على أسس إسلامية تضطر الزوجة إلى العمل لتغطي مصروف البيت مع زوجها، ولا يخطب الرجل إلا موظفة، بل إشترط بعضهم على زوجته في العقد أن تعمل، والخلاصة فقد يكون عمل المرأة للحاجة أو لأجل هدف إسلامي كالدعوة إلى الله في مجال التعليم أو تسلية كما يقع لبعض من ليس لها أولاد.