كتب أشرف ماهر ضلع
تعيش لبنان مرحلة تاريخية دقيقة وسط اضطرابات إقليمية متزايدة وحرب واسعة النطاق في المنطقة. انعكست هذه الأوضاع سلبًا على استقرار البلاد، التي كانت تواجه بالفعل أزمات سياسية واقتصادية خانقة.
أزمة سياسية تُعمّق الجراح
لبنان يعاني من فراغ سياسي منذ سنوات، حيث تتجلى الأزمات في غياب حكومة فاعلة وتأخير الانتخابات الرئاسية. تصاعد الصراعات الإقليمية يزيد من تعقيد الموقف الداخلي، حيث يتجاذب لبنان تيارات خارجية مختلفة تسعى لاستغلاله كورقة ضغط في صراعاتها.
الوضع الاقتصادي على حافة الانهيار
الحرب المحيطة تزيد من أعباء الاقتصاد اللبناني الذي يعاني أصلًا من تضخم متصاعد وانهيار للعملة المحلية. كما أثرت الأزمات المتتالية على القطاعات الحيوية مثل التجارة والسياحة، التي تعدّ شريانًا أساسيًا للاقتصاد. ويواجه المواطنون أزمات في توفير المواد الأساسية مثل الغذاء والوقود، ما ينذر بكارثة إنسانية إذا استمر الوضع على حاله.
الأمن في مهب الريح
مع اشتداد الصراعات الإقليمية، يواجه لبنان خطر الانزلاق إلى فوضى أمنية، خاصة مع وجود مخاطر تسلل النزاع إلى الداخل اللبناني عبر الحدود الجنوبية والشمالية. هذا الواقع يجعل الأجهزة الأمنية في حالة استنفار دائم لضمان عدم تفاقم الوضع.
التحديات الاجتماعية والإنسانية
يشهد لبنان موجات نزوح داخلية وخارجية، حيث يحاول الكثيرون الهروب من حالة عدم الاستقرار. كما تتزايد الضغوط على الخدمات الصحية والتعليمية، ما يهدد بتآكل البنية التحتية الاجتماعية.
هل من أمل؟
رغم الظلام الحالك، هناك محاولات دولية لتجنيب لبنان تداعيات الحرب، من خلال جهود الوساطة بين الأطراف الإقليمية والدعوة إلى تعزيز الاستقرار. كما أن الشعب اللبناني يتمتع بتاريخ طويل من الصمود والإبداع في مواجهة الأزمات، مما قد يكون عاملًا إيجابيًا في هذه المرحلة الصعبة.
خاتمة
لبنان في ظل الحرب يواجه تحديات غير مسبوقة قد تُغيّر ملامح مستقبله. ومع ذلك، يبقى الأمل معقودًا على الحلول السلمية والإصلاحات الجذرية التي تضمن لهذا البلد البقاء والاستمرار رغم كل العواصف.